03-10-2013 12:00 PM
بقلم : م. أحمد نضال عوّاد
هي الأسطورة والطّريق والمنهج العذب الذّي ينقذ الغريق بأسلوبها الطّليق . هي حاضرة منذ الأزل ، ومتوافرة منذ القدم ، سالكها مستريح البال ومرتاح الضّمير . في النّفس موجودة ، وفي الأعمال معهودة ، وفي التّعامل مع الآخرين منقوشة . هي لوحة فنيّة رُسمت بفرشاة الأخلاق التي نتج عنها النّفس النّقيّة بدلالاتها الأزليّة التي تسيّر الأمور في مجرى العدل والمساواة بعيدا عن الظّلم والجحود وبالقرب من مصدر الخير والصّمود .
هي كلمة قليلة الحروف ولكنها تشكّل في معانيها دستورا لحياة البشرية ، فعلى مستوى الأفراد يجب أن نحافظ عليها في معاملاتنا اليومية والإجتماعية ، وفي العمل يجب أن تكون في العقل والقلب معا لتشكّل أحفورة تاريخية تأثيرها منذ القدم وحتى إنتهاء الأجل ، وأمّا في السّياسات المحليّة أو الدّولية فلا بدّ من أن نحافظ عليها لتكوين المجتمعات ذات الأخلاق بعيدا عن المجتمعات التي تحتوي على الإنحطاط .
إن لم تعرفوها لغاية الآن ؛ فهذا لأنّنا ضيعناها ، ولكنّ الغريق لا بدّ أن ينجو من تيار الحُطام ، والنّائم لا بدّ أن يستفيق ، فهي الأمانة يا أحباب ، فهل هي موجودة لدينا ؟! أم أنّها ضُيّعت من أيدينا كما الأموال تُسلب ، والأوطان تُنهب ، والأنفُس تموت ، وليس موت الأنفس بالدّفن تحت التّراب فقط!
لا بدّ من علمنا بأنّ نفسنا أوّل أمانة علينا أن نحافظ عليها ، وذلك يبتدئ بتوجيه أفكارنا وأفعالنا وحتى بتوجيه ثقافتنا وعاداتنا إلى منهج الحقّ القويم الذي يجعلنا سائرين على الصّراط المستقيم ، وذلك ليس مستحيل في مجتمع الخير الأمين ، فالعلّة تأتي من إصابة الثّمر بالدّاء وحينها يجب على الدّواء بالحضور ليحدث البرء وينتج الشّفاء .
وأمّا في المنصب والمهام الموكولة فينبغي أن تكون الأمانة من أوائل الأمور التي نحرص على أن تكون موجودة ، فبالأمانة يأتي العمران ، وبالخيانة لن يأتي إلا الهلاك والدّمار .
هي باختصار وسيلة لنكسب الدّنيا وغاية لنفوز بالآخرة ، حافظوا على الأمانة فإنّ فيها السّلامة .