05-10-2013 11:24 AM
بقلم : م.محمد السكر
ان يقوم طرف بمفاوضة طرفا اخر !!! يعني ضمنا ومنطقا أن هناك أختلافات عميقة ووجهات نظر متباينة قد تصل _ وتكون وصلت فعلا _ حد الحرب !!!! .
والمفاوضات تكون دوما بين اعداء ألداء ,وليس بين اصدقاء اوفياء !!! أليس كذلك ؟؟ أذن من أين أتت التابوهات المحرمة لمثل هكذا نوع من النضال ؟؟؟ .
لا يوجد أبدا أبدا قيود دينية ولا تاريخية ولا قومية تحرم التفاوض ... فرسولنا محمد ( صلى الله عليه وسلم ) قد فاوض قريش وهو في موقف ضعف ,وفاوضها وهو منتصر ابان فتح مكة !!!! وكذلك قد تفاوض وتعامل مع اعدائه اليهود )!!!!
صلاح الدين قد فاوض الصليبيين وهو يعد العدة لحربهم ... فاوضهم وهو في ابان المعركة وفاوضهم حتى بعد أنتصاره بحطين !!!! لا.. بل .. قد فاوضهم بعد الأنتصار عليهم !!!!تخيلوا أن صلاح الدين في صلح الرملة _ بعد انتصاره المدوي في حطين بأربعة سنوات _ قدم قام بالتنازل للصليبيين عن مدن الساحل الفلسطيني بالأضافة عن تنازله عن صور وصيدا !!!! لا بل سمح للصليبيين بدخول بيت المقدس وأدارة مقدساتهم به !!!! هذا صلاح الدين الذي طالما تغنيننا ببطولاته وعزيمته ووطنيته وليس ابو مازن !!!!!!!لكن صلاح الدين وقتها كان رجلا سياسيا ويمارس السياسة لصالح دولته الأيوبية التي راى أخطارا محدقة بها تأتية من جهة الشرف فلذا تنازل للصليبيين في صلح الرملة !!!!!
نلسون مانديلا ( عظيم جنوب افريقيا ورمز النضال ) فاوض اعدائه الذين سجنوه ربع قرن وأذاقوا قومه كل صنوف العذاب والقهر !!!! وها هو الان منارة وطنية عالمية يشهد لها القاصي والداني .....
أيركهارت واديناور قد فاوضا محتلي بلادهم من فرنسيين وأنجليز وامريكان وروس ( عند هزيمة المانيا في الحرب العالمية الثانية ).... والنهاية أن المانيا الان هي سيدة اوروبا وتنظر لهما بعين الأمتنان والعرفان ( وليس عين الخيانة والتفريط ) رغم انهما قد تنازلا عن مساحة تقدر بثلث مساحة المانيا .
ليس العيب ان تفاوض انما الخسة والوضاعة ان ترى اخيك الصغير يتلقى الركلات واللكمات من قبل شخصا مفتول العضلات ولا تستطيع الا ان تحمسه للقتال والنزال وعدم الأستسلام وهو مترنح على الأرض مدمي مثخن بالجروح !!!! هنا جبنك ووضاعتك تبدوان بشكل جلي حينما : لا تتدخل لصالح اخيك وأن تتركه يموت لا محالة ( أو بأقل تقدير بكسر أو عاهة مستديمة ).. حينما تحاول وبكل وسيلة أن تمنعه من التفاوض مع غريمه بحجة الكرامة السخيفة أو الوطنية المفيتة