05-10-2013 11:53 AM
بقلم : حذيفه احمد السالم
إن ما يؤلم القلوب ويحزنها أن تسمع عن بعض كبار المسؤولين الذين يخدعون الناس , ويتبعون سياسة التدليس في الموافقة على معاملاتهم أو رفضها , فكثير منهم من يحملون عدة تواقيع يستخدمونها في حياتهم العملية , فنمها ما هو مخصص لرفض المعاملة ومنها لتعقيدها ومنها للموافقة عليها , ولا يمّيزها إلا بعض الموظفين - في نفس المؤسسة – من هم على خطّه , وهم بذلك في تظليل المراجعين وخداعهم سوآء , وبالمحصلة المراجع هو الضحية , وذلك إما ارضاء لرغبات أولئك المسؤولين أو وسيلة للمناص من التخجيل أو المحسوبية أو احتكار الفائدة لبعض الأشخاص , الذين هم على صلة بهم من الأقرباء والأصدقاء أو ممن يقايضونهم في المصالح المتبادلة , وكل هذا وذاك لحسم الأمور التي تحقق مصالحهم الشخصية وأهدافهم الخفيّة , وهذا ما نلتمسه في التعينات في المؤسسات الحكومية والخاصة أو التنافس على المنح المادية والتعليمية وطرح العطاءات وغير ذلك الكثير, وهذا يدفع بالكثيرين للتوسط والمتابعة المقلقة واللجوء لكثرة التحري وطرح الأسئلة لتحقيق مصالحهم وعدم تعطيلها , والذي نأمله أن يعود أولئك المسؤولين إلى الصواب والصدق وتقوى الله في عملهم الذي أقسوا بالله أن يخلصوا فيه وأن يؤدوا الأمانة الموكولة إليهم على أكمل وجه , كما وعليهم مصارحة المراجعين وعدم خديعتهم في التعامل , حتى لا يبقوهم متعلقين بحبال الآمال الخائبة أويجعلوهم يعيشون في أضغاث أحلام , وحتى لا يضيّعون عليهم فرصهم المرجوة التي هي بالأساس حقوقهم المكتسبة, هذا خلاف خسارة الجهد والوقت والمال , وسرّ نجاح كثير من الدول المتقدمة " الصدق " الذي يُعدّ مقياس العمل والتعامل , فقليل جدا ما تتدخل الأيدي البشرية في أدآء الأعمال وانجازها , بل كل الإعتماد على الوسائل التكنولوجية التي لا تفرق بين الأشخاص, فالكل وفق الشروط والأسس والنظام , مما ينقذ تلك الدول من الفشل الذي تسببه المحاباة والمحسوبية وغيرها في شتى مجالات الحياة , فالتكنولوجيا في الدول المتقدمة لها شأنها , خلاف الدول المتخلفة التي أسآءت استخدامها بل ودمّرتها وجعلت من وجودها وعدمه واحد , فالمواطن في الدول المتقدمة يحضى بسهولة الخدمات بكل طمأنينة وسكينة , ودون خوف من منافس ظلما وجورا , على عكس المواطن في الدول المتخلفة والذي يعيش في قلق وخوف وجهد كبير , وبالتالي لا بد من القضاء على هذه التواقيع الزائفه ليس بإدخال التكنولوجيا فقط بل وبمخافة الله , وليعلموا اولئك المسؤولين حقائق قالها الله سبحانه وتعالى " وتلك الأيام نداولها بين الناس " فاليوم هم الآمرين ولكن غدا هم المأمورين .