06-10-2013 09:42 AM
بقلم : امجد السنيد
سارع البعض إلى كيل الاتهامات كعادتهم إلى القائمين على مبادرة زمزم كواحدة من مخرجات ما أطلق عليه الربيع العربي على اعتبار أنها وسيلة أو غطاء شرعي للانفصال عن جماعة الإخوان المسلمين ولكن بأسلوب ديمقراطي وحضاري.
والحقيقة أن مبادرة زمام تشكل في معناها الجوهري السمو نحو تغيير الأدوات والآليات بما يتواءم والمعطيات الحالية بل أنها تعد أيضا جزء من تصحيح مسيرة الإخوان مما يتيح لهم الانفتاح على كل القوى لتبادل الأفكار والرؤى والخروج بتصور مشترك يخدم المسيرة الوطنية بعيدا عن لغة العنف والتطرف أو الإقصاء والتهميش و الاحتكام دائما إلى طاولة الحوار والمجتمع بالنهاية هو الحكم على جميع المخرجات .
مبادرة زمزم قد تشكل رافعة وطنية في ظل الظروف العصيبة التي تمر بها المنطقة والاردن لا شك جزء يوثر ويتاثر بالمعطيات العربية والاقليمية والدولية فاذا احسن التعامل مع هذه المبادرة فانها ستفتح الطريق الثالث بين الموقف المتخندق أو المنطوي على نفسه والموقف الرسمي ما يشكل نقطة التقاء في المنتصف بين الطرفين كسبيل للتوفيق بينهما في العديد من القضايا التي تهم المشهد الوطني .
التفاؤل مطلوب دائما ويجب عدم الاسراع في قتل الأفكار ووأدها قبل أن تظهر إلى حيز التنفيذ لان مثل هذا الحكم المسبق والمتعجل سيجعلنا دائما نتبادل ونكيل الاتهامات ونلقي باللوم على بعضنا ما يعني حتما بقاء العجلة تدور فقط في نفس المكان أو كمن يخض الماء لتخرج الزبدة ولكنها بالتأكيد ستخرج الماء .
المبادرة بداية الطريق للتقريب بين وجهات النظر وهي في النهاية جزء ايجابي من تداعيات الربيع العربي المشؤوم الذي نقل العرب من القمع إلى الفوضى والانفلات الامني والعودة إلى قانون شريعة الغاب .