06-10-2013 10:02 AM
بقلم : عبدالرحمن الحجيلة
في البداية ولكي لايكون العنوان بعيدا عن المضمون فأن نظرية انشتاين بملخصها تقول ان كل شئ نسبي ....يعني يحتمل اكثر جواب ...ف مرة صحيح وربما مرة اخرى خاطئ .وربما يتساءل البعض ما علاقة ذلك ب الاردنيين ؟ .
برأيي ان الاردنيين تمكنوا من دحض هذه النظرية ولكن ليس علميا ولكن سياسيا "
فمن خلال المتابعة للساحة السياسية الاردنية بقطبيها الرئيسين (الحكومة) و (المعارضة),نلاحظ ادلة دامغة على بطلان تلك النظرية المشهورة .
فمن وجهة نظر المعارضة فأن كل شئ مطلق , فلايوجد اصلاح سياسي بالمطلق,ورئيس الحكومة مخطئ بالمطلق .ووجود الفساد بالمطلق .ومجلس النواب سئ بالمطلق ,والنواب فاسدون بالمطلق.والوزراء فاسدون بالمطلق , وهم حماة الوطن بالمطلق , والمتظاهرون لا يسيئون بالمطلق, وهم مخلصون للوطن بالمطلق ,وغيرهم ومن يخالفهم الرأي ضد الوطن بالمطلق ....الخ.
ومن جهة اخرى فأن الحكومة ايضا تؤمن بالمطلق ,ف الاصلاحات تسير بشكل صحيح بالمطلق ,والاقتصاد بدأ ينتعش بالمطلق .والمتظاهرين يؤثرون سلبا" على الوطن بالمطلق ,ولايوجد ااخطاء بالتعامل مع المتظاهرين من قبل الامن بالمطلق ,ولم يعتقل احد تعسفيا بالمطلق,والحكومة تضبط النفقات بالمطلق ,وكل ما يتقدها مرفوض بالمطلق ,...الخ .
وبالتالي فأنه من البديهي ان لايحدث تقدم سياسي في الاردن ,ف اي تقدم سياسي او اي خطوات نحو الاصلاح تحتاج الى المناقشة والحوار وتبادل الاراء وصعود السلم معا خطوة خطوة , فما الفائدة من معارضة تطالب بالاصلاح ولاتشارك في انتخابات نيابية او بلدية وترفض الدخول بأي لجنة حوار سياسي ....وما الفائدة من حكومة تشكل لجان حوار ولا تتقيد بمخرجاتها ,وتضرب بعرض الحائط اي قانون انتخابي جديد وتصر على قانون ترفضه جميع اطياف المعارضة .
فلايمكن يا سادة ان يلتقي خطان متوازيان في نقطة- كما تعلمنا في الرياضيات- فما بالنا بخطين متوازببن وايضا متعاكسين تماما ب الاتجاه ,وايضا تعلمنا في العلوم ان اي حركة ب اتجاهين متعاكسين تسبب الصدوع ,والصدوع مع الزمن تسبب الزلازل .والزلازل تسبب الدمار الذي يصعب علاجه.
لذلك لا اعلم لماذا تصر الحكومة والمعارضة على دجض نظرية انشتاين النسبية ,اليس من الاولى ان تكون اراءنا نسبية ,وطروحاتنا نسبية,وجمودنا نسبي ,ف تارة نقبل رأي وتارة نرفض ,تارة نقول اخطأ الخصم ,وتارة نقول اصاب ,الم يحن الوقت لنرتقي الى اساليب افضل في النقاش والحوار وطرح الافكار ,وان نبتعد عن الكلاشنكوف والمسدس والحذاء والشتائم في ارقى اماكن الديمقراطية , الم بحن الوقت لنخرج في مظاهرات تطالب بمطالب سياسية بدل الشتائم والكلمات التي لاتقدم ولا تؤخر ,الم يحن الوقت لتقاس مظاهراتنا واعتصاماتنا بما نحقق من انجازات وليس بتخطي السقوف الحمراء !!!!.
الم يحن للحكومة ان تبحث عن حلول لمشاكلنا السياسية والاقتصادية بعيدا عن المواطن ,الم يحن لها ان تتوقف عن قول ما لاتفعل ,وان تكشف اوراقها للشعب بحسناته وسيئاته,الا تتعلم من جلالة الملك فن المصارحة وكيف يكون الشعب شريكا ومطلعا على ازماته الداخلية والخارجية .
وما بين نسبية انشتاين ,ومطلق(الحكومة والمعارضة) ,وما بين العلم والسياسة ,نتمنى ان نرى خلافات نسبية ,وتقدما مطلقا ,لهذا الشعب العظيم ,في كل المجالات وعلى راسها المجال الاقتصادي ,وكل عام وانتم بخير بالمطلق !!!!