بقلم :

لا يمكن فهم ما قام به القيادي الإسلامي ارحيل الغريبة في إطلاق مبادرة" زمزم " إلا في سياق ما تعمل عليه الدولة الاردنية ليل نهار من شق صفوف الإخوان المسلمين وإضعاف تأثيرهم على الشارع.

المعلومات الواردة لي من داخل الاخوان تؤكد بانهم يعتبرون مبادرة " زمزم " طعنه في الظهر ، لكنهم لا يريدون اظهار مدى تاثير هذه المبادرة على شق صفوفهم ، ولذلك اختاروا تجميد اظهار مشاعرهم الغاضبة نحو" زمزم" وعدم محاكمة القائمين عليها.

في سياق الدولة الاردنية يبدو بحسب المعلومات ان رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور حمل في جعبته للقاهرة التي يزورها هذه الايام مباركاً بانتصارات اكتوبر الكثير من "القرابين" بهدف تحسين العلاقات مع مصر واعادة ضخ الغاز المصري بالسعر التفضيلي الذي كانت تحصل عليه الدولة الاردنية ابان حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك.

أولى هذه القرابين كانت بتحويل ثلاثة ناشطين هم هشام قفيشه و ضياء الدين الشلبي و أيمن البجراوي الى محكمة امن الدولة بتهمة إفتعال أمور من شأنها خلق توتر بين الدولة الأردنية و دوله عربية شقيقة هي (مصر) بعد قيام هؤلاء الثلاثة برفع شعار "رابعة العدوية" ذو الأصابع الصفراء الأربعة.

أما ثاني هذه القرابين فكانت بإقناع الجانب المصري بأن الدولة الأردنية نجحت بشق صفوف إخوان الأردن وأنها ماضية في تصفيتهم سياسياً ، وهو ما من شانه أن يلاقي الرضى المصري وبالتالي فتح الخطوط المغلقة بين الدولتين وأولها وليس أخرها ضخ الغاز المصري الى الأردن والذي كان تسبب إغلاقه بأزمة إقتصادية خانقة في فترات سابقة.

هذه هي أهم أسرار زيارة النسور لمصر التي أرى ان توثيق العلاقات معها شيىء هام ومفصلي لا سيما اننا نتحدث عن بلد كبير بحجم مصر التي تعتبر من أهم مراكز صناعة القرار العربي , لكنني ضد أن يكون التوثيق على حساب تصفية اخوان الأردن وان كنت أختلف معهم في كثير من الأمور.

أما زمزم ..... فأولها أسرار وآخرها اسرار وما بينهما محاولة انقلاب على الذات.

الكاتب مؤسس موقع سرايا

hasem7002@yahoo.com