07-10-2013 11:55 AM
بقلم : أحمد محمود سعيد
بداية يجب ان نعترف انه لا يوجد في اي بلد مناصب عليا تكفي جميع المؤهلين لكي يمتطوها وإلاّ لكانت الدول عبارة عن مجالس عوائل او على ابعد تقدير مجالس عشائر .
ويجب ان نعترف انه ليس كل من امتطى وظيفة عليا هو كفؤ او اهل لتلك الوظيفة لاننا لا يمكن ان نستبعد الخطأ في التعيين او الميل الإنساني لمساعدة القريب او الصديق او الخطأ في التقدير الشخصي في تقييم الموظّف .
ويجب ان نعترف بدور العلاقة الحميمية بين الشخص المعين واصحاب القرار او المقرّبين منهم ومن لهم علاقة بتلك الوظيفة او ارتباطاتها او مرجعيّاتها اكانت امتيّة او دبلوماسيّة ام قضائيّة ام تشريفاتيّة وخلافه .
ويجب ان نعترف ان العلاقات الاجتماعيّة مع اوساط معيّنة قد تلعب دورا مثل العلاقات بالجمعيات الطوعية والاوساط النيابية والاتحادات النسائية والاتحادات الطلابية والنفابات المهنيّة والعمّالية في ظرف معيّن ووقت مناسب .
ويجب ان نتمنّى ان يأتي اليوم الذي يكون فيه دورا للمنتمون للاحزاب لإمتطاء تلك المناصب ويجب ان نعترف انها تُعامل الان بالإنتقاء او الإقصاء حسب علاقة الحزب بالدولة وسياساتها
ويجب ان نعترف ان النشاط الفردي يلعب دورا كأن يكون الشخص معروف بعدائه للدولة وسياساتها ولا يخشى ان يُجاهر بشتيمة الدولة واشخاصها علنا سواء كان له ارتباطات معيّنة ام لا وهذا يتماشى مع الدولة التي تعتمد سياسة مجازاة المعارض واسكاته بتنصيبه مركزا ما
ويجب ان نعترف ان الابداع الشخصي في ظرف معين وظروف مواتية امام اصحاب القرار العالي خاصّة ان اصاب ذلك الإبداع هدفا يعمل لآجله صاحب القرار وان تكون السيرة الذاتيّة لذلك الشخص ليس فيها ما يمنع من إمتطاء ذلك المحظوظ لذلك الموقع .
ويجب ان نعترف ان بعض الاشخاص خدموا في الماضي الدولة واركانها بإخلاص وقد يكونوا اخذوا نصيبهم بالكامل ام لا وكنوع من حفظ الجميل لهم يتم النظر لابنائهم بعين العطف خاصّة ان كانوا مؤهلين بما يكفي لمنحهم منصبا يمتطونه ولو لمرّة واحدة لرد المعروف .
ويجب ان نعترف بدور الاعلام خاصّة الاعلام الخاص متمثِّلا بالصحف الورقيّة والالكترونيّة والتي تستطيع ان تجعل من الارنب أسدا خاصّة اذا استطاع شخص الدخول للاوساط الاعلامية بشكل مرتب وتقديم نفسه على انّه الشخص القادر لذلك المنصب والحافظ للجميل لاهل الجميل بعد ان يصل اليه .
ويجب ان نعترف ان هناك شخصا ما تكون قد دعت له امّه في ليلة القدر او قبّل قدمي والده ووالدته يوم عيد الاضحى فكانت مكافأته الربّانية عن طريق اصحاب القرار بإعطائه فرصة إمتطاء المنصب العالي .
ويجب ان نعلم ونعترف ان هناك الكثير من الحالات والظروف ورضى الوالدين ومحبة اهل القرار التي تدفع باشخاص في ظروف زمانيّة ومكانيّة لإمتطاء منصب عالي لأخذ فرصته لإثبات نفسه ومقدرته وابداعاته او الفشل وتكون المرّة الاخيرة التي يكون فيها شخصا هاما .
والآن بعد ان يأخذ اصحاب الحظوظ مواقع اصحاب العقول والضمائر الحيّة والقلوب المخلصة لارضها وناسها ماذا يريد المواطن العادي الغلبان من اصحاب الدولة والمعالي والسعادة بعد ان يمتطوا مواقعهم المتقدِّمة في الدولة وصنع القرار ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
بداية يجب ان يعلم المواطن ان اي حكومة ليس لديها فانوس علاء الدين السحري لكي يغذّي موازنتها وان السماء لا تمطر ذهيا ليتقاسمها الناس وان البلد ليس فيه ماء ولا غاز ولا بترول ولا يوجد تحت ترابه سوى القبور ........
ويجب ان يعلم المواطن ان مخزون البلد من البيض والسكر والرز والدقيق وخلافه يكاد ان ينفذ وان الهواء النظيف المجّاني عليه ضغوط كبيرة لتحويل مساره للدول المجاورة .
ويجب ان يعلم المواطن ان وجبة رئيسية من الطعام تكفي ويمكن إسنادها بوجبة خفيفة اخرى تكاد لا ترى كما ان مولودين لكل اسرة كحدِّ اعلى كفاية ومن يريد ان لايخلّف يمنح مكافأة لكل مولود من الاثنين يتم الاستغناء عن تكوينهما ومن يخلِّف زيادة عن إثنين يكون عرضة لتطبيق قانون وأد الزيادة او دفع نصف مليون دينار عن كل مولود زيادة او ان يُحبس الاب لمدّة اثنان وعشرون عاما على ان يكون الغذاء على حسابه الخاص .
ويجب ان يعلم المواطن ان الحكومة منشغلة باعداد خطط الطوارئ واستراتيجيات المستقبل وليس لديها الوقت لحل النزاعات العائلية والعشائرية والطالبية والنيابيّة والعمّالية والطبيّة ويجب على الفرقاء حل مشاكلهم بانفسهم وستقوم مديرية الامن العام بجمع السلاح ومصادرته بعد انتهاء المشاجرات .
ويجب على المواطن ان يدرك ان الحكومة ستعتمد معايير النزاهة والشفافيّة في معاملاتها ويجب على كل مواطن صالح يعرف او يسمع عن اي تعامل بالرشوة والفساد ان يبلغ عن الفاسدين لهيئة مكافحة الفساد على ان يبقى ذلك المواطن الصالح رهن الإعتقال في الحجز حتّى تثبت ادانة الفاسد المتّهم ومحاسبته .
ويجب على المواطن ان يعلم ان للصبر حدود ولن يطول صبر الحكومة عن المتهربين من دفع الضرائب التي تقل عن الف دينار واما من تزيد ضرائبه عن ذلك سيدرس وضعه ويستطيع تقديم استرحام لاعفائه رفقا بحاله خاصّة اصحاب تلك القصور والفلل الفارهة ذات برك السباحة الاولومبية التي تعطي جمالا للعاصمة وللسياحة الوطنيّة .
ويجب على المواطن ان يعلم ان شتاء هذا العام قارص وقاسي فعلى المواطنين استخدام وسائل ذاتيّة وحيويّة لتدفئة انفسهم دون خجل وعليهم ان يتجمّعوا ما امكن ذلك وعليهم المساهمة في اصلاح ما تخرّبه الامطار والعواصف من عبّارات وشوارع وغيرها .
فبعد كل ما اعترفنا به وكل ما يجب علينا ان نعلمه فهل تكون الحكومة قامت بالواجبات الموكولة لها بكل امانة ونزاهة وبقيت الكرة في مرمانا إن كنّا نخاف على وطننا ونبذل الغالي والنفيس من اجل ان يظلّ كريما عزيزا لحفنة من الفاسدين يرتعون فيه كما يشاؤون في ظل حكومة لاتستطيع ان تنالهم بسوء وهيئة تريد ادلّة دامغة لإتهامهم وشعب يكاد يرفع رجليه ليريح الاسعار من الرفع بعد ان وصلت عنان السماء .
حمى الله الاردن ارضا وشعبا وقيادة من كل مكروه .
للتعليق على هذا المقال اضغط هنا