09-10-2013 10:42 AM
بقلم : د. سامي الرشيد
ذكاء الأمة في إدارة مواردها مرتبطة بالذكاء الجمعي لأفرادها، وتقدم الأمم مرتبط بتقدم أفرادها.
الذكاء الجمعي يفرز قيادات قادرة على تحقيق آمال شعوبها، وبارتفاع مستوى الذكاء الجمعي ترتفع توقعات المجتمع.
كيف يمكن الارتفاع بمستوى ذكاء المجتمع، وذكائه الجمعي وتنمية قدراته ومقدراته. توقعات المجتمع ترتبط بتوقعات أفراده وآمالهم في الارتفاع بمستوى الجودة في حياتهم، فالتوقعات هي القوى الرافعة وإحباط التوقعات هي القوى المضادة لنموهم ونمو مجتمعاتهم.
من واجب كل منا أن يعمل على تغيير مجتمعنا ليأخذ مكانته الطبيعية بين ركب الدول المتقدمة، فلا بد من إحياء وتشجيع الحركات العلمية والتكنولوجية والثقافية ووضع أطر ومناهج في سبيل التقدم.
ولو أطلعنا على الأردن لوجدنا أنه يتمتع بما يلي:
1- موقعه الجغرافي المتميز بين العديد من الدول وبيئته ومناخه الذي لا مثيل له.
2- تعدد المناخات بين الجبال والسهول والوديان وبها أخفض بقعة في العالم حيث في خلال 3/4 ساعة تنتقل من ارتفاع 1000م عن سطح البحر إلى -392م تحت سطح البحر.
3- الحضارات التي سادت في هذا البلد من الأنباط إلى الرومان إلى الأمويين وغيرهم.
4- المراكز السياحية المتعددة التي يمكن تطويرها واستغلالها وتشجيعها.
5- الموارد الطبيعية مثل الفوسفات، البوتاس، أملاح البحر الميت، الإسمنت، الصخر الزيتي والغاز فإن أُحسن استغلالها لأصبحنا دولة مكتفية ذاتياً.
6- المورد البشري، فالبشر هم المخزون الحضاري، لديهم القدرة على التعليم والتعلم فلابد من الاهتمام بهذا العنصر الذين هم عماد الأمة وقادة المستقبل، لتعديل المناهج وتشجيعهم على البحث والتعلم وتطويره لصالح البلد كما يجب محاربة قوى الشد العكسي الذين يقاومون التغيير ولا يرغبون بالإصلاح.
المرأة نصف المجتمع، فتهميش دورها يعطل نصف الكفاءات ويحول دون الانتاجية العالية. التحول إلى اللامركزية ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب والدعوة الصريحة لبناء البلد واحترام الكفاءات والمساواة بين المواطنين جميعاً تبني بلداً حضارياً يقوم على العدل والإنصاف، ولا يشعر أحد بمرارة الحرمان وتفضيل إنسان على آخر ومراعاة الكفاءة والقدرة على التطور والإبداع، ولا نترك السياسة تتحكم بنا وتحرفنا عن الطريق الصحيح فالسياسة هي علم وفن إدارة الاختلاف، وبهذا يمكن التمييز بين السياسة الجيدة والسياسة الردئية، فالسياسة تكون جيدة أو رشيدة، حين تتمكن من إدارة الاختلافات المشروعة بين المواطنين، بطريقة تسمح بحشد وتعبئة الموارد المادية والبشرية المتاحة للوصول بالمجتمع إلى ما يتطلع إليه من تقدم وأمن ورفاهية وعدالة.
تكون السياسة رديئة أو غير رشيدة، حين تعمل على تسخير هذه الموارد لخدمة مصلحة فئة اجتماعية أو تيار فكري محدود وتتعمد استبعاد وتهميش الآخرين.
السياسة كعلم تقوم على تحليل الوقائع الموضوعية، وتحاول قدر الإمكان تنحية العوامل الذاتية والأيدولوجية، ولا فصل بين الأخلاق والسياسة ويجب ألاّ تكون في السياسة أن الغاية تبرر الوسيلة.
لهذا فإننا يجب ألاّ نترك السياسة بأن تفقدنا عن قدرتنا على التمييز بين الحق في الاختلاف وبين كراهية الآخرين ويجب أن نجعلها تضع المعايير السليمة لتطبيقها بعدالة على الجميع للحفاظ على وحدة وطنية شاملة تعطي كل ذي حق حقه ويؤدي كل إنسان واجبه نحو وطنه وشعبه.
dr.sami.alrashid@gmail.com