09-10-2013 10:52 AM
بقلم : فيصل البقور
من اعجاز الله عز وجل ان خلق لبني البشر اذنين اثنتين ، وذلك لحكمة ورحمة من لدنه سبحانه في علاه ، وعند الحديث عن وجود اذنين اثنتين لكل المخلوقات ، تجد ان الحكمة الربانية وجدت لكي يستطيع المخلوق معرفة اتجاه ومكان الاصوات التي يسمعها ، فلو كان الانسان بأذن واحدة لعجز عن معرفة مصدر الصوت الذي خلفه اهو من اليمين ام من الشمال!!!
فتخيل ان انسان يمشي على الشارع وحدث ان هنالك سيارة تسير خلفه واطلقت ( زامورها) لكي يتجنب طريق السيارة الى مكان آمن ، فلو كان بأذن واحدة لما عرف الى اي اتجاه سيذهب وقد يقع في المحذور ويذهب الى امام السيارة مباشرة لأن امر الدماغ اتى بشكل غير واضح ، حيث اظهرت الدراسات مؤخرا ان سرعة استجابة الدماغ في حالة سماع الاذن للأصوات واعطاء الامر بالحركة تصل 1620 جزء من الثانية ، لذا فلولا وجود الأذن الثانية للإنسان لما استطاع التمييز بين الاصوات واماكنها والجهة التي يصدر منها الصوت ، فسبحان الله اذ يقول : (لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم ) .
ومعلوم كما هو مفهوم ضمناً ان الحكومات في الدنيا كلها ، هي من يقود الشعوب الى بر الامان ، بمعنى انها تسير امامه وربما في ذلك بلاغ ان القيادة يجب ان تكون في المقدمة ، وعلى من يسير في الخلف عليه ان يمتثل الأمر لمن امامه حتى النهاية ، منبها ان الحياة تشاركية لذا فحتى القيادات( من يسيرون) في الأمام عليهم احياناً النظر لمن يسير خلفهم ان كانوا يسيرون بنفس السرعة والتسارع ، والا انقطع الاتصال بين القيادة والناس ، واصبح كلٌ يسير لوحده ، لذا فلزاماً على من يقود الناس ان يطمئن عليهم اثناء المسير وقد يُبطئ الحركة والسرعة حتى يلحق به شعبه وان لا تصبح المسافة بينهما بعيدة بحيث لا يسمع احدهما الاخر.
وعوداً الى حالة الحكومات الاردنية وامكانات السمع لديها ، فالمتتبع لقرارات الحكومات الاردنية ، يصل الى حد اليقين التام ان الحكومات كلها بأذن واحدة الأمر الذي من شأنه ، وقوعها دوما في الجهة المقابلة لشعبها ، فمع اذنها الواحدة وفي كل مرة تجدها تقفز امام الشعب بقصد او دون قصد ، حسب حالة ( السمع ) وقدرتها على تمييز من اين يأتي صوت المعاناة ، لكن وبكل شفافية وبدون حاجة الى ايضاح كلنا يعلم ان الصوت دوماً يأتي من الطبقة الدنيا من الشعب ، وفي كل مرة لسان حاله يقول ( لعلها لم تسمع صوتي هذه المرة ) ، ويعاد نفس الصوت من نفس الفئة والجهة مرة اخرى واخرى ، ولكن دون ان تصل الذبذبات الصوتية الشعبية للحكومة ، لسبب بات الان واضحاً انها بأذن واحدة ودوماً تكون في الجهة المقابلة للشعب ،
ولو انها حاولت ان ترّكز قليلاً بمصدر الصوت لكان افضل لكل الاطراف ، على ان هنالك حل اخر يتمثل في وضع سماعة اذن ( صناعية ) تساعدها على وضع البوصلة مكانها الصحيح ولو قليلاً .
ان استمرار الصراخ واصدار الاصوات اصبح مزعجاً ،مع قلة التفات الحكومات الى اصحابه وهم لا يصدروا فقط اصوات للتسلية بل ان الحال اصبح اكثر من مائل ، لذا على الحكومة ان تسرع قبل ان يسقط معظم الشعب ويتوه باحثاً عمن يسمع صوته ، وهنا الحديث ليس عن اي شكل من المعارضة فهؤلاء لهم منابرهم ، التي يسمعون فيها اصواتهم للعالم كله، لكن من ليس له منبر او ممثل ( يملك ) ميكروفون ، او انه هناك ....بعيداً عن العاصمة او المدينة ولا يرى من الحكومة ولا من غيرها الا السيارات الفارهة او دوي انفجارات قراراتها في جيبه وحياته ، عبر شوارع الألم النافذة بين المحافظات اوبين الاقاليم .
ان ما يحدث من اصوات ليس فقط من القرارات الشعبية ، بل في كل امر حكومي داخلي او خارجي , لذا على الحكومات ان تهبط على الارض وان تتوقف قليلاً عن الطيران والتحليق ، وعليها ان تعود يوماً(بطانا) وان لا تبقي حالة المواطن في اول العام واخره وفي اول الموسم واخره ( خماصا)، فلم يعد هنالك مجال على ( البطن ) لشد الاحزمة.........