10-10-2013 08:50 AM
سرايا - سرايا - منذ أيام وسكان الدوحة في حرج متنوع من تمثال برونزي ارتفاعه 5 أمتار ونصبوه الأحد الماضي عند الكورنيش، وهو للفنان الفرنسي من أصل جزائري عادل عبد الصمد، الذي سماه "نطحة رأس" ويبدو بارزا وعملاقا في العاصمة القطرية التي يبدأ فيها غدا معرض آخر لفنان بريطاني، أحد تماثيله يصور مراحل ولادة جنين من رحم أمه، إلى أن ينتصب طفلا في تمثال عملاق آخر، وبأعضائه التناسلية أمام الآلاف.
تمثال عادل عبد الصمد أثار حفيظة القطريين، ممن راجعت "العربية.نت" بعض مواقفهم في مواقع التواصل عبر الإنترنت، وهو لنطحة الرأس الشهيرة التي سددها لاعب المنتخب الفرنسي السابق، الجزائري الأصل زين الدين زيدان، لنظيره بالمنتخب الإيطالي ماركو ماتارازي في نهائي مونديال 2006 الذي خرجت منه إيطاليا باللقب وبالكأس المسيل للعاب.
وتمثال الفنان المقيم بين باريس ونيويورك، هو واحد من أعمال عدة لعبد الصمد الذي يشارك في معرض "العصر الذهبي" الذي يقيمه "المتحف العربي للفن الحديث" من 6 أكتوبر/تشرين الأول 2013 حتى 5 يناير/كانون الثاني 2014 المقبل، بمبادرة من "إدارة برامج الفن العام التابعة لهيئة متاحف قطر" في الدوحة.
هاشتاق تمثال_زيدان_بالكورنيش
ومن يبحر في "تويتر" مثلا، سيجد تعليقات غاضبة وساخرة بالعشرات من القطريين للتمثال الذي يقال إن قطر استأجرته من صانعه لتبقيه حتى مونديال 2022 المقرر إقامته في الدوحة، مع أن "العربية.نت" لم تعثر على أي دليل يؤكد استئجاره، إلا أنها عثرت على تعليقات لقطريين سخروا من التمثال غاضبين عبر تغريدات في "هاشتاق" سموه #تمثال_زيدان_بالكورنيش في "تويتر" الشهير.
أحدهم، في الموقع، تحدى وسائل الإعلام القطرية بتغريدة قال فيها: "هل سنشهد تحقيقا صحفيا يعرض كل تغريدات أهل قطر في صحفنا القطرية وآرائهم في موضوع #تمثال_زيدان_بالكورنيش
وآخر، وهو م. حمد الهاجري، غرّد ساخرا وقال: "سيتم تغيير مسمى شارع الكورنيش إلى شارع المناطح.. أو ناطحني وأناطحك". فيما كتب مبارك العجي في الموقع: "نخاف أن يعمنا الله بعذاب إذا لم يؤخذ الموضوع بجدية" وردد التغريدة نفسها في "هاشتاق" آخر عنوانه "#أزيلوا_تمثال_الكورنيش" المكتظ أيضا بتغريدات غاضبة وساخرة على كل صعيد.
أما د. منتقد فكتب: "حمل أبونا إبراهيم معوله وكسّر الأصنام، وها هم أحفاده ينصبونها". فيما سخر بتغريدة قال فيها: "علموا أولادنا الثواره في المدارس والحين يعلموهم النطح". أما خواطرا في تويتر، فكتبت: "التمثال جدا غبي ومشوّه المنظر". وآخر كتب: "انتظروا معرض الـ 14 تمثال".
الفنان المولع بالموت يعرض تماثيله
ويقصد "المغرد" القطري بمعرض "الـ 14 تمثال" ما سيقيمه في الدوحة النحات البريطاني الشهير، داميان هيرست، بدءا من غد الخميس، وهو الأول له في الشرق الأوسط ومنفرد. أما عنوانه فهو "رفات" ويستمر حتى 22 يناير/كانون الثاني المقبل.
هيرست فنان من النوع الغريب، فهو يصف نفسه بمهووس وعاشق ومولع بالموت، وتماثيله ستثير حفيظة القطريين أكثر، مع أن الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، ورئيسة مجلس أمناء متاحف قطر، أصدرت أمس بيانا أطلعت عليه "العربية.نت" من صحف قطر أمس الأربعاء، وصفت فيه المعرض بأنه "يمثل جزءا من سلسلة من المشاريع الثقافية التي باشرت فيها هيئة متاحف قطر بهدف الارتقاء ودعم الإنتاج الفني المحلي والعالمي وتعزيز تقدير الناس وفهمهم للممارسات الفنية وإيجاد فرص مواتية للحوار بين الثقافات" بحسب تعبيرها.
لكن تقدير القطريين قد يكون بعكس التوقعات، لأن الفنان هيرست سيعرض 14 عملا من نتاجه المستمد معظمه من اعتباره "الموت احتفال بالحياة" وفق تعبيره الذي نقلته عنه صحف قطر نفسها امس، وأحد تماثيله قد تثير غضب القطريين أكثر، لأنه لمراحل ولادة جنين نراه في أحد التماثيل متبرعما داخل رحم الأم، ثم عملاقا في تمثال آخر، ومنتصبا بأعضائه التناسلية على مرأى من الآلاف طوال 100 يوم قد تكون صعبة على القطريين.