12-10-2013 11:14 AM
بقلم : د.م عبدالحفيظ الهروط
لقد كانت الحرب الرابعة في الصراع العربي الصهيوني المسماة بحرب أكتوبر هي الأولى والأخيرة في جولات الصراع العربي الإسرائيلي، حيث قرر الرئيسان المصري أنور السادات والسوري حافظ الأسد البدء بالحرب الشاملة التي سيشترك بها العرب جميعا كل ضمن اختصاصه (الجيوش العربية= العراق والأردن والمغرب وليبيا وتونس والجزائر والسودان والسعودية والكويت والأمارات العربية المتحدة بالإضافة إلى جيشي مصر وسوريا، والشعوب العربية = من المحيط إلى الخليج، والبترول العربي = حيث عقد وزراء النفط العرب اجتماعاً في الكويت بتاريخ 17 أكتوبر، تقرر بموجبه خفض إنتاج النفط بواقع 5% شهريا ورفع أسعار النفط من جانب واحد .وفي 19 أكتوبر طلب الرئيس الأمريكي نيكسون من الكونغرس اعتماد 2.2 مليار دولار في مساعدات عاجلة لإسرائيل الأمر الذي أدى لقيام الجزائر والعراق والمملكة العربيةالسعودية وليبيا والإمارات العربية المتحدة ودول عربية أخرى لإعلان حظر على الصادرات النفطية إلى الولايات المتحدة، مما خلق أزمة طاقة في الولايات المتحدة الأمريكية). وكانت المهمة الرئيسة هي استرداد الأرض التي خسرها العرب في حرب 1967م .كما اعتمدت الخطة على المخابرات العامة المصرية والمخابرات السورية في التخطيط للحرب وخداع أجهزة الأمن والاستخبارات الإسرائيلية والأمريكية ومفاجأة إسرائيل بهجوم غير متوقع من كلا الجبهتين المصرية والسورية، وهذا ما حدث، حيث كانت المفاجأة صاعقة للإسرائليين باستراتيجية عسكرية بهرت العالم نبراسها الأمر الرباني باتخاذ زمام المباغتة في الإعداد والأستعداد بقوله تعالى:" وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شئ في سبيل الله يوفَ إليكم وأنتم لاتظلمون". (الأنفال، 60). ثم في توقيتها في العاشر من رمضان لأن ما في معركة حدثت في رمضان إلاً كان النصر المؤزر للعرب والمسلمين بإذن رب العالمين. وتحقيقه ما اعتبره المختصون في العلوم العسكرية إنجازاً عظيماً بمعايير التكتيك العسكري والتنفيذ المتقن. ثم تبخر النصر وجيَر لصالح الطفلة المدللة عندما تدخلت الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة وتم إصدار القرار رقم 338 الذي يقضي بوقف جميع الأعمال الحربية بدءاً من يوم 22 أكتوبر عام 1973م. والتوصل إلى اتفاق لفك الاشتباك العسكري بين سوريا وإسرائيل، وقبول مصر بالقرار.
وبعد مرور 40 عاماً على العبور نفتح صفحة من صفحات الذكريات، وتضيء بعض الجوانب التي أظلمتها السنوات أو ظلمتها أقلام الصحافيين جيلين كاملين لتلك الحرب المجيدة، ليطلع لنا الواقع المؤلم بان تكمن مصائبنا في : حاكم جائر، وعالم بائر، ومفكر حائر، وجاهل ثائر، وإمرأة داعر، وكلهم على غير الهدى والفلاح سائر. وأيضاً إذا رأيت أي من هولاء المصائب يُثنى عليه من أهل العلمنة والفجور، وشُرّاب الخمور، والرويبضة منافق الدهور فاعلم أنه إماّ عميل فاسد مأجور، وإما مغفل ساذج مغرورمصيره الحتمي إلى ويل جهنم ونار الخلود، لتنقلب الجيوش التي كانت تحمي الأوطان من الأعداء لتقتل شعوبها لحماية كراسي حكامها الظلمة: بفتاوي علمائها البائرة، ومفكريها الحائرة، وبشبيحتها الجاهلة ضد ثورات الشعوب الثائرة، وبنسائها الداعرة، والكل إلى الأنفاق المظلمة سائرة. أما وضعنا الأردني؛ فالحق أقول: بان الحاكم لم يلجأ بقتل الشعب وبقى الجيش العربي واجهزته الأمنية يحمي الحدود ويساعد الملهوف ويحافظ على حق الجوار بتناغم العقد الأجتماعي بين الحاكم والجيش والشعب يدعوا رب البلاد والعباد دعوة المظلوم المستجابة إن شاء الله بجمع الفاسدين وإيداعهم عذاب الدنيا الكائن في القتل والأسر والقهر ثم عذاب الساعة الاعظم في الضرر والأفظع والاشد مرارة من عذاب الدنيا ممن سيقاسوا من حر نار خلودهم في الآخرة، وأن يصبرنا سبحانه وتعالى ويفرَج كربنا على ما نحن فيه من المصائب والصعاب. فهل ذكرى حرب أكتوبر العاشر من رمضان ويو الغفران اليهودي تنفعنا في قادم الأيام، اما تمر مرور الكرام على موائد اللئام.