حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,22 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 16994

العنف الجميل

العنف الجميل

العنف الجميل

12-10-2013 11:26 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : يسار محمد خصاونه
عمليات التجميل للعنف ما زالت مستمرة بكل أنواع العنف البشري و أشكاله الاقتصادية والدينية والعسكرية والاجتماعية من خنجر قابيل حتى " ماوس " إدوارد سنودين ، وما زالت الشعوب تدفع الثمن خوفاً وقلقاً وجسداً وروحاً ، وكأن قابيل لم يغادر الأرض بعد ، فقد سكن أجساد أصحاب النفوذ وصانعي العنف ، وكأن الشعوب والمستضعفين من الدول والحكام هم هابيل .
كلنا نمارس العنف على كلنا ، ففي الاقتصاد نرى الرجل البخيل يسمى بخله اقتصاداً ، والدولة المنهوبة خيراتها تسمي رفع الأسعار والضرائب جهد وطني ، وفي الدين نسمي تفجيرات القتل استشهاداً ، وتدمير المدن جهاداً حتى الزنا أصبح جهاد مناكحة ، وفي القوة العسكرية نسمي قصف الطائرات بلا طيار مكافحة الإرهاب وقتل المتظاهرين الأمن الوطني ، وضرب وتعذيب المواطنين مقاومة العنف الغوغائي ، وفي القضية الاجتماعية فبيع الأجساد مهنة للعيش ، هذه كلها ممارسات فردية ودولية قد اعتدناها ، ورضخنا لأمرها ، ولم نعد نفكر فيها حتى أصبح من حق الكل التغول على الكل و أصبحنا نقتنع بعمليات التجميل لكل هذه الممارسات اللإنسانية ، وبالمسميات الفارغة تماماً من مضمونها .
وجاء إدوارد سنودين ليكشف لنا الوجه الحقيقي لأمريكا ، وما سوف أقوله من معلومات كشفه سنودين نفسه لكن لم تكن عندنا أية ردود فعل ، وكأن معلومات سنودين أمر شخصي بين روسيا وأمريكا ، ولا تخصنا كأمة عربية .
كشف خبير المعلوماتية الأمريكي إدوارد سنودين عن برنامج " بريزم " ، وأن وكالة الأمن القومي الأمريكية هي التي تُشرف عليه وهو برنامج أمريكي للتجسس الإلكتروني الشامل على جميع الاتصالات والشبكات الاجتماعية والبريد الإلكتروني والمحادثات الخليوية للأفراد والدول كافة ، وأيقظ هذا الكشف المذهل للتغول الأمريكي على العالم برمته صراع الحرب الباردة بين روسيا وأمريكا ، وكان من المفروض أن يوقظ ما تبقى من أحاسيس فينا للدفاع عن خصوصيتنا الفردية والوطنية والقومية ، ونرفض هذا التنصت والتجسس الذي يلغي أية خصوصية لنا والذي أسماه سنودين القوة الناعمة للعولمة ، أية عملية تجميل لكل هذا العنف ضد الإنسانية جمعاء !!
متى يخرج قابيل من أجساد قادة العنف وصانعيه؟ ومتى نرفض المشاركة بتمثيل دور هابيل ، وهل محكوم على العالم أن يكون أحد الاثنين ؟ فأين المسيح ومحمد ؟؟








طباعة
  • المشاهدات: 16994
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم