بقلم : د. سراب العبادي
إن لمسببات الأمراض التي تصيب الحيوان والتي قد تنتقل للإنسان تأثيركبيرعلى اقتصاد وصحة شعوب العالم, فبالإضافة إلى انتقالها المباشر من الحيوان إلى الإنسان فأن عددا كبيرا من هذه المسببات المرضية قد تنتقل أيضا إلى الإنسان عن طريق الأغذية والأطعمة والمنتجات الحيوانية الملوثة، وكذلك الفضلات التي تطرحها الحيوانات المصابة فتلوث الار اضي الزراعية بما فيها من محاصيل.
وأدت عولمة تجارة الغذاء بين مختلف دول العالم ومنها الاردن إلى زيادة المخاوف من انتقال الأمراض عن طريق المنتجات الغذائية مما جعل الهيئات الدولية تهتم بضرورة حماية الأغذية من خلال استبعاد مصادر العدوى الجرثومية بدءا من أول خطوة في سلسلة إنتاج الأغذية لغاية وصولها إلى المستهلك.

فيما يلي ثلاثة من الامراض المنقولة بالغذاء على ان نكملها لاحقا وهي :
1- مرض البروسيلاBrucellosis
أومايسمى بالحمى المالطية Malta Fever ، أوحمى البحر الابيض المتوسط Mediterranean fever.
مرض بكتيري سببه بكتريا البروسيلاBrucella، يصيب الماشية والجاموس والاغنام والماعز والخيول والجمال والكلاب والخنازير, ويصاب الإنسان بهذا المرض نتيجة تناوله للحليب ومنتجاته المأخوذة من الحيوانات المصابة بسبب عدم تعقيم أوبسترة الحليب،أو نتيجة تناول لحوم الحيوانات المصابة بالمرض غير المطبوخة جيدا.
يتميز المرض بالإنسان بارتفاع درجات الحرارة مع صداع وتعرق شديد والام بالعضلات.
وللوقاية من المرض ينصح بما يلي:
1- الحد من المرض بين الحيوانات عن طريق إعطاءها اللقاحات اللازمة مع التخلص من الحيوانات المصابة.
2- عدم تناول الحليب الطازج إلا بعد غليه أو تعقيمه، وتعتبر بسترة الحليب من أهم الوسائل للقضاء على مسبب المرض مع التأكيد على التعامل الصحي السليم مع منتجات الألبان.
3- عدم شراء أوتناول اللحوم إلا من المصادر المصرح لها والتي تخضع لإجراءات الرقابة وتبليغ الجهات المسؤولة في حال الشك لاتخاذ الاجراءات اللازمة .
4- الفحص المستمر للعاملين في مصانع اومعامل اوحتى محلات بيع منتجات الألبان.
2- مرض السالمونيلاSalmonellosis
وهو مرض بكتيري يتميزباضطرابات بالمعدة والامعاءسببه بكتيريا السالمونيلاSalmonella، ويصاب الإنسان به نتيجة تناول الأغذية الملوثة بالبكتيريا والتي تفرز مع الفضلات البرازية للحيوان، ويعتبر البيض ومنتجات اللحوم خاصة الدجاج مصادر للعدوى, كما ان انعدام العناية بطريقة حفظ الأغذية وتحضيرها وسائل فعالة لحدوث المرض لأن الأغذية النيئة “غير المطبوخة” مثل اللحوم والدواجن والبيض والأغذية المحتوية على البيض والمايونيز مسببات للإصابة بالمرض,وينتشر المرض في جميع انحاء العالم كحالات فردية نتيجة تلوث الطعام او كحالات جماعية نتيجة تناول الطعام الملوث وقد تحدث في المطاعم والمدارس او الموائد الغذائية وحتى في المستشفيات , وتعتبر الحيوانات مثل الابقار والاغنام والماعز والدجاج والطيور البرية والاسماك والقوارض وحتى البيض الذي يكون مصدره دجاج مصاب بالسالمونيلا ناقلات للمرض اضافة الي الاشخاص الحاملين للمرض.
يتميز المرض بالإنسان بالتهاب معدي معوي حاد مصاحب بالام بالبطن, حرارة, اسهال واحيانا مصاحب بالتقيؤ.



الوقاية من المرض :
1- تسخين وطبخ الأغذية بما يكفي للقضاء على بكتيريا السالمونيلا والوصول لمرحلة الاستواء الكامل خاصة عند طبخ الدجاج .
2- استخدام أدوات تقطيع خاصة باللحوم والدواجن تختلف عن أدوات التقطيع التي تستخدم مع المنتجات الزراعية الأخرى(الخضار و الفواكه) وغسلها وتنظيفها بعد كل استعمال لتجنب التلوث .
3- تخزين الأغذية المبردة والمجمدة بطريقة صحيحة، فيجب أن تكون درجة حرارة الثلاجات بين ( 3 -5 ْم)، أما المجمدات (الفريزرات) فدرجة حرارتها يجب أن تكون تحت (- 18 ْم).
4- فصل اللحوم غير المطبوخة والدواجن والمأكولات البحرية عن الأطعمة الأخرى في عربة وحتى بأكياس التسوق وأيضا في الثلاجة.
5- الابتعاد عن تناول الأطعمة المكشوفة او من الباعة المتجولين .
6- الاشراف الوقائي الدقيق على جميع العاملين في المطاعم والمقاهي ومقاصف المدارس .

3- التسمم الوشيقيBotulism
وقد يسمى بالتسمم البوتولينيbotulinum poisonأو النقانقيsausage poisonلوجودها بشكل كبير في النقانق وهومرض بكتيري تسممي خطير تسببه بكتريا الكلوستريديوم (المطثيات) botulinum clostridium, وسمي تسممي لان البكتيريا تفرز سموم (ذيفانات)toxinsبالمواد الغذائية الملوثة خاصة المعلبات واللحوم والاسماك والدجاج والحليب ومنتجاته وهي مادة قاتلة وشديدة السمية,يصاب الانسان نتيجة تناول الاغذية الملوثة بسموم البكتيريا , حيث لايتم معاملة المواد الغذائية والمعلبات كالفطر على سبيل المثال اثناء التحضير بشكل صحي وسليم ,يتميز المرض بأنه موجود في جميع دول العالم, ويتم افراز البكتيريا في براز الحيوانات المصابة, كما ان البكتيريا وابواغها تعتبر مقاومة لدرجات الحرارة .
يتميز المرض بالانسان بأنه شديدة السمية للجهاز العصبي ، ويتصف بمقاومته لحموضة المعدة ويسبب إمساك أو احتباس البول واضطرابات بالرؤية.
الوقاية من المرض:
1- المراقبة الصحية الحثيثة على معامل التعليب بتعريض المعلبات بعد اقفالها إلى درجات حرارة مرتفعة (نحو120ْ ومدة لا تقل عن ربع ساعة) وهي الطريقة الأنسب للقضاء على الأبواغ المقاومة جداً للحرارة مع الالتزام بتعقيم اللحوم والأسماك والفواكه والخضار قبل حفظها وتعليبها بشكل محكم الإغلاق .
2- نشر الثقافة الصحية حول كيفية حفظ الاغذية داخل البيوت وذلك بوضع المواد الغذائية المعلبة والمحفوظة كالنقانق والسمك المدخن وغيرها في أماكن جافة ونظيفة وبدرجة حرارة لا تزيد عن 15ْ إن أمكن ذلك طيلة مدة الاحتفاظ بها قبل استخدامها.
3- وقاية اللحوم من التلوث بمحتويات أمعاء الحيوان التي قد تكون حاوية على بكتيريا الكلوستريديوم أو أبواغها في أثناء ذبحه وسلخه وتقطيعه
4- لا يجوز تناول أي مادة غذائية مشتبه بتلوثها (كمعلبات منتفخة أو لحوم أو أسماك أو مربيات متغيرة القوام والرائحة) ولو كان ذلك على سبيل التذوق لأن كمية قليلة جداً من السم(الذيفان) toxinالذي تفرزه البكتريا كافية لحدوث التسمم، مع العلم أنه يمكن القضاء على الذيفان في الأغذية المشتبه بتلوثها به بتسخينها إلى درجة حرارة 100ْ لمدة عشر دقائق على الأقل .
5- يجب ان يتم الاستيراد من دول تكون لديها انظمة سيطرة عالية للمرض خاصة على مصانع المعلبات مع الالتزام بالشروط الصحية .

واخيرا ان ضمان جودة وسلامة الغذاء أمر ضروري ومهم للحفاظ على الصحة العامة للافراد وكذلك يعتبر مسؤولية مشتركة بين الجهات الرقابية والمنشأت والمؤسسات الغذائية، لذلك أصدرت المؤسسة العامة للغذاء والدواء العديد من الأنظمة الفعّالة لضمان سلامة الغذاء من خلال مواجهة المخاطر المرتبطة بالأمراض وخاصة تلك التي تنتقل عن طريق المواد الغذائية .
مع تحياتي ونتمنى للجميع الصحة والعافية