12-10-2013 12:26 PM
بقلم : أحمد محمود سعيد
في هذه الايام المباركة التي تسبق وقفة عرفة ويوم الحج الاكير عيد التضحية والهدي والصفح والغفران ايام يجتمع فيها المؤمن والطيِّب والصادق والمستغفر والعابد والتائب والمظلوم من رجال ونساء واطفال وبينهم الظالم والفاسد والمنافق والكاذب في انتظار يوم وقفة عرفة حيث يجتمع الثريُّ والفقير , الوضيع والامير , العامل المسكين والوزير كلُّ يحمل همّه وما فعل في حياته فمن عاش ليرضي ربّه ووالديه ورضي بما رزقته مؤمنا قانعا بأنك الرزّاق الوهّاب وعمل من اجل ذلك بجدِّ واجتهاد منتظرا يومه الموعود ومنهم من عاش يومه ليومه فقط بالطول والعرض مستغلا جبروته وقوّته التي وهبتها له ليعيث فسادا في الارض ويسطوا على حقوق الناس ولُقم عيشهم ولم يحلِّل او يحرّمِ فالحلال هو ما يدخل جيبه والحرام ما يصعب عليه اخذه ويصبح حلالا عندما يسطوا عليه وانت القائل (وَيۡلٌ۬ لِّڪُلِّ هُمَزَةٍ۬ لُّمَزَةٍ (١) ٱلَّذِى جَمَعَ مَالاً۬ وَعَدَّدَهُ ۥ (٢) يَحۡسَبُ أَنَّ مَالَهُ ۥۤ أَخۡلَدَهُ ) صدق الله العظيم
وقد استسهل الفاسدون اكل الحرام بما يملكون من قوّة ومال ونفس شيطانيّة ودعم من يُسهِّل لهم ذلك الا خسئوا وخسئ من يسهل لهم وقد دمّر هؤلاء الفاسدون المجتمعات وساروا في درب الشيطان متناسين يوم الحساب العظيم وها هم اليوم بين يديك يطلبون بلسانهم مغفرتك وفي قلوبهم يرجون تسهيل المزيد من الظلم والحرام لينالون ما يبتغون من حطام الدنيا والدين يقول الحجُّ لمن استطاع اليه سبيلا والكثيرون يأتون اليك بحكم مناصبهم او من فلوس الشعوب وضيافات ليست على حسابهم وانما على حساب بروتوكولات ودعوات تمليها عليهم وظائفهم ومراكز عملهم او من حقوق للمتعاملين معهم لا يقومون بسدادها لهم بينما الفقير لا يملك ما ييسِّر له لقدوم ليكون بين يديك ملبِّيا ليطوف بالبيت الذي بناه سيدنا ابراهيم وابنه سيدنا اسماعيل عليهما السلام واللذين آمنا بالله ورضيا بما امرهما الله به بالرغم من نميمة الشيطان الرجيم لهما وقبل ان يفتدي الله سيدنا اسماعيل بهدي اصبحت سنّة مؤكّدة لدى المسلمين.
يا ربِّ كثير من هم على اعتابك يرجون رحمتك نفاقا لأن في رقابهم دماء المسلمون وغيرهم ظلما وعدوانا وكثيرون من المحرِّضين على ذلك وانت القائل (مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيْعًا ) صدق الله العظيم فكيف بهؤلاء من تسبّبوا بقتل الآلاف من عبادك المؤمنون وهؤلاء القتلة ليسوا من بني اسرائيل وانما من المسلمون الذين ينضوون تحت عبادك من طوائف عدّة وما زالوا يفعلون ذلك في اشهرك الحرُم وبكل وقاحة وبدعم من الاعداء والغرباء والاقرباء .
حتّى في هذا الزمان الذي انتهى فيه الجهاد ضمنا وجهارة وبامر من قادة المسلمين قبل ثلاثون عاما فإنّ افضله اصبح من النوادر حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر او امير جائر ) وقد ندُر هؤلاء المجاهدون بينما كثر عدد الجائرون وتشعّبوا بكل مكان .
واما الفاسدون يا الله فقد ملئوا الامكنة والمجتمعات وعبادك المسلمون من اكثر الناس استخداما للفساد لأنهم ابتعدوا عن دينك وكتابك الحنيف واتبعوا الدساتير الوضعيّة بلا ضوابط ولا روادع مما اشاع الفساد وعمّم الظلم ووضعنا بالظلمات وتغيّرت مفاهيم الحلال والحرام وطغت الحياة الدنيا بما حوت من مغريات وجمال وراحة وتكنولوجيا على المبادئ والقيم والاخلاق الحميدة .
وانت يا الله تعرف النوايا وما تخبئ الصدور فإننا نرجوا رحمتك ومغفرتك لمن اخترتهم وسبقونا وهم في العليّين ونرجوا التخفيف عن عبادك الصالحين الذين وهبتهم النيّة والعزم والقدرة ليأتوا لك راجيين متمنّين منك الثواب وحسن الختام وقبل ذلك الحياة الكريمة لهم ولذويهم وابنائهم ونرجوك ان تبعث الجهاد من جديد في النفوس والضمائر وان تُصلح احوالنا وتغيِّر ما بانفسنا حتى نستطيع ان ندحر اعدائنا من اراضينا وان تحمي مسرى نبيّك واولى القبلتين من كل دنس ونجاسة وتعيده لعبادك الصالحين .
ونرجوك يا الله ان تقطع يدي الفاسدين وتحرق قلوبهم وتأخذ حقوق الفقراء والمظلومين من من امتدّت يداه لجيوب المواطنين وغذائهم وما يسترهم وما يعينهم على الحياة الكريمة وان تعمي عيونهم التي لم يرو فيها بؤس الناس وتحرق قلوبهم التي لم يشعروا بها بظلم العباد وان تقطع اياديهم وارجلهم التي عاثت بها فسادا وان تمحق ما كنزوه وسلبوه من حرام وان لا تقبل نفاقهم وادعائهم بالطاعات وإن عادوا ان يعودوا جارّين اثواب الهزيمة والذل ونيّة التوبة بعد ذلك انّك القادر الجبّار والرحيم الرحمن .
يا رب ارحمنا في يوم العاشر من ذي الحجّة وفي كل الايام واكتب لنا الهدى والهداية في اعمالنا وردّنا اليك ردّا جميلا .
(ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين) صدق الله العظيم .
اللهم احمي الاردن ارضا وشعبا وقيادة وابعد عنه كل اذى وفساد .