16-10-2013 12:08 PM
بقلم : أيمن موسى الشبول
أي ذل وصل اليه العربي بعد تقسيمات سايكس بيكو اللعينة ؟ وأي عار قد وصل العربي اليوم بعد حقبة الاستعمار اللعينة ؟
عندما حكمت الخلافة العربية والاسلامية ظلت البلاد الاسلامية والعربية أرض الله الواسعة ، والتي مثلت الملجأ لكل مظلوم مهما كانت ديانته ، وأعطت المسلم حريته المطلقة لأن يقطن في أي مكان شاء ، ولأن يرتحل ويسوح في بلاد العرب وفي ديار الاسلام متى وكيفما شاء ... ففي تاريخ الخلافة الاسلامية وجدنا العربي يفر من عطشه ومن جوعه في الصحراء الى حيث نعيم بلاد الشام والى حيث مياه بلاد الرافدين الوافرة ، والى أرض السودان وبلاد النيل الخصبة ، ثم استقر هناك وعاش حياته الكريمة التي يطمع اليها ، وعندما كانت الخلافة الاسلامية الواسعة تحكم البلاد العربية وغير العربية ، التجأ العربي المغربي الى ديار المشرق العربي طلبا” للعيش الكريم وللآمن والآمان ، وفي ظروف مغايرة التجأ المشرقي العربي الى أرض النيل والى بلاد المغرب العربي طلبا” للأمن والأمان ، ثم توطن هناك وعاش بكل طمأنينة وهناء ...
في تلك الفترة كانت أرض الخلافة وأرض الله واسعة ومشرعة أمام العباد ، فيهاجروا فيها متى وكيفما شاءوا ، ولكن الاستعمار البغيض مزق أرض الخلافة ، ثم شتت عباد الله وتحكم بأرزاق العرب والمسلمين وأوكلها لفئة صغيرة يسهل سرقتها ...
وكانت النتيجة اليوم دويلات صغيرة متناحرة وملل وأعراق متقاتلة ولا يوجد دولة عربية تخلو من وجود هذه البؤر الشيطانية والتي تكون على شكل مناحرات وصراعات مذهبية ومواجهات طائفية وعرقية ، والتي غرسها الاستعمار كقنابل موقوتة يفجرها متى شاء وكلما شاء ، بينما لم يكن لذلك وجود عندما حكمت الخلافة الاسلامية والعربية ...
فالى أين وصلنا اليوم ؟ وما الذي فعله الاستعمار البغيض بنا أيها العرب والمسلمين !!! ظلم وذل واقتتال وقتال لا يكاد ينتهي ، وصراعات ومجاعات وأمراض وضعف ووهن وفرقة ...
في الماضي القريب والبعيد سمعنا كثيرا عن الهجرة غير الشرعية للشعوب الافريقية لقارة اوروبا والى قارة استراليا ، وحتى لقد سمعنا عن محاولة بعض الأفارقة التسلل واللجوء لاسرائيل في أكثر من مرة ، وكم شاهدنا انقلاب قواربهم في البحر ثم وقوعهم ضحية” للأمواج العاتية وفريسة سهلة للأسماك المفترسة !!! وكنا نتألم كثيرا” لهذا الواقع الأليم الذي يعيشه الافارقة حتى أوصلهم لهذا الحال والمآل البشع ...
ولكن ما حدث خلال الأيام والأسابيع الماضية من محاولات لهروب مئات من العرب وعائلاتهم لقارة اوروبا ، وكانت النتبجة هي انقلاب قواربهم ثم غرقهم وموتهم في عرض البحر ؛ وهذا الشيء هو اهانة قوية لماضي العرب وفضيحة لحاضرهم ، وهو مؤشر خطير على مستقبلهم المشئوم ، وسيسئل عما حدث ويحدث كل من نطق بالشهادتين وتكلم بالضاد !!! الهذا الحد من المهانة والذل والصغار وصلنا أبها العرب ؟!
الله أكبر !!! أيعقل بأن العربي الذي قدم لأوروبا محررا” وفاتحا” وشامخا” يأتيها اليوم طريدا” ذليلا” صاغرا” وهاربا” من الجوع والبطش !!!
العربي يموت في البر وفي البحر !!! أي واقع من الذل والصغار قد وصلنا اليه في هذه الأيام ؟؟ هل عجزت دول الخليج بأموالها المكدسة وبمساحاتها الشاسعة عن استقبال وايواء هؤلاء المظلومين والمستضعفين من العرب ؟
هل عجزت تركيا المجاورة بكل امكانياتها والتي ظلت عاصمة الخلافة الاسلامية لعدة قرون عن استقبال وايواء هؤلاء المساكين الهاربين من الموت والجحيم ؟ يقول الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه : لو عثرت بغلة في العراق لخشيت أن أسئل عنها يوم القيامة : لما لم توسع لها الطريق يا عمر !
لم يفهم حقيقة الأمانة وعظم المسئولية وحقوق الرعية سوى العظماء من القادة والذين عرفوا بأنهم سيحاسبون وسيسئلون عن الصغائر والكبائر ثم يساقون للنعيم المقيم أو العذاب الأليم ...
للتعليق اضغط هنا