16-10-2013 12:17 PM
بقلم : اللواء الركن المتقاعد وليد النسور
تابعت خلال الاسابيع الماضيه ,الجهد المكثف للجنة الملكية المشكلة لغايات وضع مسودة ميثاق للنزاهه والشفافيه , والجولات الميدانية واللقاءات الهامه التي نأمل أن تكون مجدية ومثمرة باذن الله مع كافة شرائح المجتمع , ووضعهم بالصورة بكافة ما يجول بخاطر اللجنة , وتصوراتها وافاق عملها وما ستؤول اليه نتائج عملها بالمستقبل القريب , ونحن نثمن ونقدر الجهد والحس الايجابي المندفع من الحكومة لبلورة صورة واقعيه لاعمال هذه اللجنه , بحيث يكون اطار ورؤية عملها وبرامجها التنفيذية نابعة من الطروحات والافكار التي تثار أثناء النقاش والتحاور في كل مرة على مستوى كل محافظة.
الفساد آفة المجتمعات كافة دون استثناء لكن بنسب متفاوتة , فهو يزداد بنسبة كبيره في الدول المتخلفة سياسيا واجتماعيا واقتصاديا , وتقل نسبته في المجتمعات المتحضرة . ان هناك تعاريف كثيرة لمكافحة الفساد لكن برأيي أن هناك تعريف جامع , وهو اساءة استخدام المنصب أو السلطة واستخدام الصلاحيات الممنوحة في غير الاتجاهات المقرره لها . ان الفساد له تكلفة اجتماعية واقتصادية باهرة , كونه يعمل على ايقاف مسار التنمية والتطور ويقوض صرح الديمقراطية ويقلص ويحدد من دور دولة الحق والسيادة والقانون والعدالة والنزاهه .
محاربة الفساد لن تتم بمجرد اطلاق الشعارات والخطب والبيانات الرنانة , وانما من خلال العمل الجاد الدؤوب الهادف الى انشاء وتعزيز وتقوية اليات المسائله والمحاسبة وسيادة القانون وتمكين سيادة النزاهه والشفافيه, لتكون طابع للعمل العام , فلقد سئمنا من الكلام النظري المرحلي ونريد أن نصل الى المؤسسية في اجراءات وأساليب العمل , بحيث يرى المواطن على الواقع ملامح حقيقية متشجعه لمحاربة الفساد والفاسدين وبكل شفافية أمام الملأ حتى يكون عبرة لغيره , وامل ان لا نبقى نسمع جعجعه وان لا نرى طحين .
ان العدل والمساوه في توزيع مكتسبات التنمية بعدالة وشفافية بين المحافظات , والقيادة القدوة , والمسائلة والردع , ومحاربة الواسطة والمحسوبية وحرية التعبير , وسهولة الاطلاع على المعلومات , والتركيز على القيم الدينية والأخلاقية .... الخ . هي أدوات ووسائل نحارب بها الفساد ونعزز بها الشفافية والنزاهه .
نحن بانتظار أن نرى بالقريب العاجل ما آلت اليه نتائج عمل اللجنة , والآليات والاساليب والبرامج المتوقع العمل بها, فالمواطن يريد أن يلمس اجراءات حقيقية ومهنية على الواقع الفعلي بالسرعة تمت بها اجراءات رفع اسعار الكهرباء وتحرير أسعار الوقود . واننا نقف صفا واحدا مؤيدين وداعمين للحكومة تجاه أي عمل ايجابي من شأنه تصويب الأوضاع باتجاه الصحيح للنزاهة والشفافية كخطوة على طريق الاصلاح الحقيقي , كما يريده جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه .
اللواء الركن المتقاعد
وليد النسور
للتعليق اضغط هنا