17-10-2013 12:31 PM
بقلم : غالب سالم عياصره
يحل علينا عيد الاضحى المبارك ، وما زلنا نحلم ، نتطلع ، ونستشرف الآتي ، علّ رياح الربيع العربي القاسي خفّ وطأتها ، وندعو الله ان تستقر دولا عربية عصفت بها الرياح فتناثر شعبها بين لأجيء ومحارب وقتيل وقاتل
نحلم ان تزهو نجوم ليل العروبة لمعانا كزهور أشجارنا ونباتات زينة حدائقنا اليانعة المتنوعة كي يعانق تنوعها السماء الصافية فتلامس قلوب مطمئنة بالحب لله ومن ثم حب الوطن وصولا إلى الحب الإنساني الذي نطلبه ، ونسعى ونَجِدُ في طلبه لتكن حياتنا كلها سرورا ونتخطى الفتنة وأبوابها باستخدام كافة الوسائل السلمية والحضارية بما يناسب ما توصلنا إليه من العلم والمعرفة ،والشجاعة والصبر ، والكرم وحب الوطن والإيثار وليكن ذلك السلوك السلمي الاخلاقي الديني مشكاة سعادتنا في الدنيا والآخرة .
بحيث يكون حبنا لله اولا وانتماؤنا للأردن شعبا وقيادة لا لبس فيه ولا يشوبه شائبة ، وان اختلفت الآراء والوسائل والطرق ، فكلنا يهدف إلى رفعة الوطن ومكافحة الفقر والبطالة و المساواة وعدم الكراهية والتعصب ووضع منظومة قيم سلمية وأخلاقية للسلوك والتعامل الإنساني انطلاقا من قوله تعالى : (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَـــكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ . وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ)
فمن خلال اعتمادنا على هذه الآية الربانية التي تعلمنا فن التعامل مع الاخرين كي نفهم بعضنا بعضا ونتقي شر انفسنا ولا تقوم للفتنة قائمة في حياتنا وسلوكنا فيموت العنف في بوتقة الخير عندما نقر حقيقة أننا مختلفون في اللهجات وفي الطباع ، وان بيننا فروق فردية وجماعية لا بد من الاعتراف بوجودها فيتحقق احترام كل منا للآخر ونترجم معنى قوله تعالى " فَإِذَا الَّذِي بَيْنَـــكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ".
وبهذا نصل الى مجتمع متحاب بيئته الصبر وغراسه الكلمة الطيبة الحسنة فتكون ايامنا كلها عيد بما توطد من المحبة والتواصل وترك البغضاء والشحناء بين الافراد والجماعات وتبقى ارضنا مصانة آمنة مستقرة بحفظ الله ورعايته وشعبا متماسك قوي البنيان بقيادته الهاشمية .
وكل عام وانتم بألف خير
للتعليق اضغط هنا