18-10-2013 01:11 PM
بقلم : الدكتور طارق أحمد عمرو
اغتنم فرصة العيد المبارك لأزجي أعطر التحايا والتبريكات لجميمع أبناء الأمة في الداخل والخارج؛ مشيرا الى بعض المظاهر الايجابية التي اكتنفت موسم الأضحى الحالي على سبيل المثال لا الحصر من مثل:
1-أداء صلاة عيد الأضحى.
2-التقرب الى المولى سبحانه بأداء شعيرة الأضحية.
3-التواصل الاجتماعي الحقيقي (زياة الأرحام والجيران والأصدقاء والأقارب ..)، والافتراضي (الرسائل النصية والالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي).
وهذا بفضل الله تعالى وتوفيقه أولا ثم بفضل من وعي المواطن وثقافته العالية بشأن عيد الأضحى وعظمته ووجوب تعظيم شعائر الله تعالى،،
لقد مر على الأمة والأردنيون جزء أصيل منها أحداث جسام خلال العقود الماضية ربما جعلت الاحتفال بالعيد والابتهاج بأيامه نوعا من الترف الذي لايناسب الوقار والرزانة الواجب التحلي بهما كجزء من ثقافة الجدية والصرامة وكان لسان حال الكثيرين ناطق بعبارات من مثل:
وهل يوجد متسع للفرح؟
العيد فرحة للصغار ونكبة للكبار؟
الناس يذبحون في فلسطين و.. فهل من مجال للبهجة؟
حتى بعض من النخبة المثقفة تأثرت بالتيار الحزين الكئيب الجارف وصارت تلهج بأبيات المتنبي وهو ساخط من حاله ومآله:
عيد بأي حال عدت يا عيد
بما مضى أم لأمر فيك تجديد!!
فأقول:
منذ متى والأمة لا تصاب؟ وهل اعطاء مواسم الأعياد حقها من التكريم والتعظيم، وأطفالنا حقهم من الترفيه البرئ، وأنفسنا حقها من الراحة والمتعة النظيفة، وعوائلنا حقها من كسر الجمود والروتين اليومي، هل اعطاء كل ذي حق حقه مما ذكرت يتنافى مع واجب الانسان - من حيث هو انسان - بالتعاطى مع قضايا الأمة والتداعي لمصابها؟؟
ان الفرحة بالعيد تتماشى مع الآية الكريمة:"قل بفضل الله ورحمته فبذلك فليفرحوا"، ومع الحديث الشريف الصحيح:"ان لبدنك عليك حقا،..ولأهلك عليك حقا،..فأعط كل ذي حق حقه"،،
كما ان التداعي لمصاب الأمة يتماشى مع قوله صلى الله عليه وسلم في وصف الأمة أنها اذا اشتكى منها عضو:"..تداعى له سائر الجسد - بقية الأمة - بالسهر والحمى"،،
وما دامت مصدرية التكليفين الشرعيين واحدة؛ فلا تناقض ثمة بين فرحتنا بالعيد وابتهاجنا به من جهة،والتزامنا بقضايا الأمة من جهة أخرى،،
تقبل الله منا ومنكم وكل عام ونحن جميعا بألف خير.
tareqamr@yahoo.com