بقلم : هاشم الخالدي

فجأة .. وبدون سابق انذار يسرب مكتب رئيس الوزراء او من " والاه " صورة لرئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور وهو يرتدي لباس الاحرام في مكة المكرمة استعداداً للحج.

صورة اخرى يبدو فيها ابو "زهير" وهو محاط بالحرس السعودي اثناء قيامه بمشعر الطواف والسعي.

ينهي النسور مناسك الحج ويعود الى الديار الاردنية وقد اغتسل من ذنوبة ومن كل الدعاوى والشكاوى التي التصقت به على مدار العام التي حكم بها الاردن من الدوار الرابع رئيساً للوزراء وواحداً من الروؤساء الذي حطموا رقماً قياسياً في رفع الاسعار متنافساً مع زميلة علي ابو الراغب الذين اطلق عليه لقب " أبو الضرايب" فيما اطلق على أبو زهير لقب "ابو رافع".

إذاً، وطبقا لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم " من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته امه "، فقد عاد رئيس وزرائنا الدكتور عبدالله النسور كما ولدته امه خالياً من الذنوب متحللاً من دعوات الاردنيين الساخطة عليه وعلى حكومته .

أين الخوف ؟

الخوف أن يبدأ النسور عهد حكومته بعد العيد بقرارات اكثر صرامة في رفع الاسعار ، فهو الان عاد من الحج خالي الوفاض من ذنوبه وربما أن ذلك سيساعده لارتكاب ذنوب جديدة بحق هذا الشعب بعد ان اغتسل من الذنوب السابقة؟ّ!.
لذلك نقول بصوت الجماعة ..ربنا يستر .

كثيرون تحدثوا عن المعارضة الشرسة التي كان يقودها النسور تحت قبة البرلمان ابان كان الرجل نائبا ، وكثيرون كانوا يبدون اعجابهم بالرجل ، حتى ان احدهم وهو مسؤول رفيع "سابق" سألني مارأيك بعبد الله النسور المعارض؟!

قلت له : انا غير معجب بهذا الرجل... فهذا ليس عبد الله النسور الذي اعرفه،وهذا ليس اسلوبه.
اكملت قائلا: يبدو ان الرجل يريد ان يلفت الانتباه له من القيادات العليا و يريد ان يوصل رسالة بأنني هنا .

أما ان اصدق- تابعت قائلا-  ان عبد الله النسور الذي خدم في عدة حكومات لم يتجاوز فيها منصب نائب رئيس الوزراء قد تحول الى معارض شرس، فهذا لن ينطلي علي.

قبل ايام هاتفني المسؤول السابق ذاته بمناسبة العيد.

قلت له مارايك بدولة الرئيس.

قال: انت كنت اصدق منا جميعا، فقد استطاع الرجل"اكل حلاوة في عقولنا" وانطلت علينا معارضته.

اذكر هنا قصة واقعية حدثت عام1997 ابان حكومة عبد الكريم الكباريتي وكنت شاهدا عليها.

بدأت الحكاية عندما قام الكباريتي بتشكيل حكومة ادخل فيها 22 نائبا في حكومته كوزراء.

أحد هؤلاء النواب الوزراء تقدم من خلال وزارته بمشروع قانون من أجل اقراره من قبل النواب، وصار الوزير يصول ويجول على زملائه من النواب من أجل أقرار هذا القانون الذي تأجل التصويت عليه.

رحلت حكومة الكباريتي وعاد النواب الوزراء الى مقاعدهم كنواب فقط وفوجئنا كمراقبين برلمانيين ان الحكومة التي خلفت الكباريتي طرحت ذات المشروع الذي هندسه الوزير النائب تحت القبة، الا ان الصاعقة كانت عندما قام الوزير السابق والنائب في ذلك المجلس يرفع يده مطالبا برد القانون مع مجموعة من النواب، فيما ان المضحك في الأمر عندما قام أحد زملائه النواب بتذكيره بأن هذا القانون الذي يطالب برده الان هو من ارسله للمجلس ابان كان وزيرا وكان يحشد النواب لاقراره؟!
الم اقل لكم ان للكرسي سحر ، يفوق قدرة الرجل على الانجاب.

 
واعود مجددا للقول: يا خوف قلبي من قرارات الحج عبدالله النسور .


الكاتب : مؤسس موقع سرايا

hashem7002@yahoo.com