19-10-2013 03:27 PM
بقلم : د.الشريف محمد خليل الشريف
من يشاهد مناسك الحج تأخذه النشوة والأعتزاز بالأسلام الذي يجمع أكبر حشد عالمي من البشر ، بلباس واحد وعلى قلب واحد ومرددين بلسان عربي واحد ملبين دعوة الخالق المعبود حامدين شاكرين ( لبيك اللهم لبيك ، لبيك لاشريك لك لبيك ، ان الحمد والنعمة لك والملك ) إلا ان هذه الملايين التي توحدت في ايام معدودة بكل مافي كلمة الوحدة من معاني ، لافرق بين ابيض واسود ولا بين غربي وعجمي ولابين المذاهب المتعددة والطرق الصوفية الكثيره ، إلا انهم بعد جمعهم المبارك يعودوا الى بلادهم المتناحره سياسياً والمتحاربه عسكرياً والمنقسمة الى معسكرات شرقية وغربيه ، بحيث لاتكاد ترى دولتين عربيتين متجاورة أو متباعده يسود بينها الود والتفاهم والتكامل ، بل كل مانراه في الواقع هو الخلافات والشقاق والنزاع سواء كان معلناً أو مخفياً ، ولا يستطيع أحد أن ينكر ان هذا الدين الأسلام العظيم الذي جاء خاتماً للأديان وآمنت به امته قادر على جمع هذه الدول كما جمع بين أبناء مواطنيها في موسم الحج المبارك إذا عاد قادتها وعلماؤها وشيوخها الى أركان ومبادئ الأسلام الحقيقيه وتمسكوا وعملوا بها ، حيث ان القادة هم الممسكون بزمام الأمور والمسيرون لشؤون البلاد ، والعلماء هم الموجه بفتاويهم للقادة والساسة ، والشيوخ هم أصحاب المنابر والخطابات والمؤثر في فئة كبيرة من أبناء هذه الدول .
إذا عاد هؤلاء القادة والعلماء والشيوخ الى مبادئ الأسلام وصلح حالهم ، وتخلى الفادة عن مصالحهم الشخصية وعن التبعية للأملآت الخارجية ، وإذا أفتى العلماء بفتاوى دينية إسلامية صحيحة وليس فتاوى سياسية لإرضاء الحكام وإشباع غرورهم وتسلطهم على شعوبهم ، وأن كانت خطب الشيوخ غلى المنابر نابعة من التفسير الصحيح لما جاء قي كتاب الله القرآن الكريم وسنة رسوله الأمين صلى الله عليه وسلم وليست نابعة من أصول المذهبية والطرق الصوفية التي أصبحت لاتعد ولا تحصى ، فلطالما اختلفت هذه المذاهب والطرق في أمور كثيرة دينية تمس حياة المسلم وأمة الأسلام ، عندها سيكون الله معنا لأننا سنكون معه .
نحن أمة الأسلام نؤمن ونتبع دين واحد هو الأسلام دون تجزئة أو شقاق ، وعليه وجب على أمة الأسلام وخاصة أمتنا العربية توحيد صفوفها وكلمتها في مذهب واحد هو الأسلام ، وحزب واحد هو الأسلام ، وطريقة واحده هي الأسلام ، ونبذ المذهبية والطائفية والعنصرية ونعود الى قول الله جل شأنه ( إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون ) وقال تعالى ( إنما المؤمنون إخوة فاصلحوا بين أخويكم ) وقول رسوله سيدنا وقائنا وقدوتنا المصطفى الهادي صلى الله عليه وسلم ( المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا ) وقال ( كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه ) فاذا عادت الأمة الى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم سيجمع الله بينهم وتعود وحدتهم وتعود لهم قوتهم وكرامتهم وعزتهم .
Email:shareefshareef433@yahoo.com