20-10-2013 12:02 PM
بقلم : الدكتور عواد النواصرة
يا قاضي يا قاضينا يلي بالحق ترضينا ، جيتك هدي قدي، وافلح من صلى على النبي. يا سيدي الوالي ما عرفناك إلا ناصرا لكل مظلوم، وتقف المسافة ذاتها من الكل، فقد جئناك وما لها إلا أنت، فأنت قوام كل مائل، ومقصد كل مظلوم، فقد تعودنا في هذا البلد أن الأمور لا تتحقق إلا بأمرين لا ثالث لهما: ملك يأمر فيطاع أمره، أو شعب يطالب فتنفذ مطالبه. سيدي الوالي لقد أصاب الصمم بعض حاشيتك وغمت عليهم الحقيقة مع علمهم بها، فأصواتهم ضعيفة لا تلتقطها أسماع من حولك، ضعيفة من التأدب في حضرتك سيدي، فأصبحت حجة عليهم بان أصواتهم ضعيفة. من أضعفها؟ إنهم رؤساء حكوماتك المتتالية. وما الموضوع؟ تهميش كل اسمر في هذا البلد.
سيدي الوالي فقد جئناك وما لها إلا أنت. فمنذ زمن طويل لم نسمع بان شخصا اسمر اللون في الأردن قد عين في منصب عام ، وزيرا، عينا في مجلس الأعيان، سفيرا ولو في السودان. ولا ندري ما هو السبب. سيدي الوالي لقد تعلمنا منك بان جميع الأردنيين سواء وان اختلفوا في العرق أو اللون، فقد جئناك وما لها إلا أنت. يا سيدي الوالي هنالك تمييز عنصري مبطن في الأردن يسود بلا قانون يعمل به، يدفع السمر في الأردن ضريبة اللون يا سيدي الوالي وما لهم ذنب في ذلك.
سيدي الوالي لن نجد في البلد منصفا لهذه الفئة إلا أنت، إنهم المرابطون على تراب هذا الوطن وصدورهم تفيض بالولاء للعرش والتاج، وقدموا أرواحهم فداء للوطن على مر السنين. فقد جئناك وما لها إلا أنت. لا بواكي لهم في هذا الوطن، يحملون أرقاما وطنية كغيرهم من الأردنيين، وتخرجوا من اعرق الجامعات العالمية ومؤهلاتهم العلمية تمكنهم من تولي أي منصب كان.
سيدي الوالي ارجوا أن يتسع صدرك لهم كما عهدوك دوما، وان يأتي أمرك بإنصافهم كما يأملون.
سيدي الوالي لم نتكلف العبارات وننمقها، فقد استرسلت للقلم مثل مطلع النهار، ولن نبالي بأن نتهم بأننا باحثون عن جاه أو سلطان، فجاهنا هو القلم وسلطاننا هو سيدي الوالي، الذي ما أعيانا مدح من قبله إلا الوطن، وما كنا بوقًا لصاحب سلطة أو جاه قبلهما ولن نكون، ولن نرتوي من منهل غيرهما. فلك السلامة يا أهل السلامة كلها، ولك الوفاء تعظيما وترحيبا، وللوطن البقاء ما بقى هذا الثرى حرا أبيا. والسلام عليكم سيدي الوالي.
awad_naws@yahoo.com