حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,23 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 24087

الراعي الرسمي للإحباط

الراعي الرسمي للإحباط

الراعي الرسمي للإحباط

21-10-2013 10:56 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : فيصل البقور
كون الاردن سياسي اقتصادي اجتماعي ( رعوي ) ، نظراً لكثرة المراعي الخضراء والحمراء على امتداد الوطن وحتى لا تذهب مراعينا ادراج الرياح كان لا بد من فتح المجال لمن اراد ان يستفيد من المناطق الرعوية الوطنية لذا فمراعينا مباحة لسكان البلد وايضا كل من هب ودب ، عربياً وحتى ودولياً سواء من دخل راغباً او راغماً ،فمن حق الجميع ان يسرحوا ويمرحوا ( على حشائش سياساتنا التنموية واعشاب احلامنا الديمقراطية ) الا ان الكثيرين بعد ان انتهى موسم حصاد مراعينا ، لم يكفهم ذلك بل ذهبوا الى ما تبقى على بيادر اقتصادنا ، ومعهم كل من يقدر على حمل معول ويردد موال ، عاقدين العزم على (لهم) ما تبقى على ارضنا من قمح وان كان للطيور، كل ذلك وهم يرفعون شعاراتهم الرنانة ، انهم رعاة لكل ما هو نافع بالبلد.
فهذا الراعي الرسمي ، للعمالة ، وتلك الراعي الرسمي (للهمالة ) وهنا الراعي الرسمي لفشل التنشيط وهناك الراعي الرسمي للتفحيط على بوابات الامل الاردنية وغيرها الكثير مما لا يحصى من ( الرعيان) جابوا الاردن من الشمال للجنوب ، فأتوا على ضحكات حراثين الشمال عند القطاف واخذوا من الجنوب المنهوب ما اخذوا وتركوه رمالا لا يثير الغبار فيه الا الريح ،ثم استوطنوا الوسط ولا اعلم ان كان الوسط قوياً ما يكفي ليسند صلب اكف الشمال ويمسح دمع الجنوب...
ليس جلداً للذات ، فنحن لا نملك السوط لنجلد انفسنا ، وهنا يأتي السؤال كم بداية أُحبطت ، وكم مشروع وطني تم وأده، وكم حكومة حَبط عملها وكم مجلس نأى بجانبه عنا وكم اشراقة شمس تم التعتيم عليها ليصلوا الليل بالليل، ان إفراغ الاردني من حياته ( يبدو) اصبح هدفاً، ففلاح الشمال ترك ارضه، وتم افراغ مشاريع الجنوب من اهلها ، وتركونا نرقب ماذا يحدث بالوسط خصوصا بعد ان تحوّل الى اكوام من الاسمنت والحجارة ، واصبح على من يبحث عن الحياة عليه التوجه الى اقرب مجمع كراجات متجه الى عمان حيث يستقل الباص الى هناك ، لكنه ايضا لن يُسمح له الا بالنظر عن بعد حيث تكثر يافطات ( ممنوع اللمس ) ممنوع الاقتراب كونها مناطق خاصة ...مشاريع خاصة ...مزارع ، بيوت ، مصانع خاصة .
انا لا اعلم الى اين نسير فأن كنت انت تعلم ، فلا تخبر احداً لأن المعرفة اصبحت حكراً كما هو حال اصحاب يافطات ( الممنوع) ، ما هو النجاح الذي يقابل الفشل ومن اين ( يُشترى) وماهو العزم الذي يقابل الاحباط واين يُزرع....
صديقي لك انت تتسلى حتى نهاية العام وانت تقوم بتعداد حالات الاحباط التي مر بها الوطن والتي مر بها المواطن ، وارجوا ان لا يصيبك احباط من كثرة العد، في كل مجتمعات الدنيا يقوم الافراد في نهاية العام ( بجرد) حساب للعام المنصرم وبعدها يقوم بالترتيب للعام القادم بعد نجاحه هذا العام ، قل لي الى اي جزيرة كبت وحرمان سوف تحجز تذكرتك او مع اي فوج نواح سوف يكون غنائك ، اعتقد ان اللباس الذي ارادت الحكومات ان نرتديه لن يستر عورتنا وان الطعام الذي تريده لنا اصبح ( مغّمساً) بالمهانة وانني هنا لا اعلم ايضاً لماذا تسعى حكوماتنا الى اذلال شعوبها ،هل الحكومات ترغب ان نبقى هنا ام تريد منا المغادرة...؟ وللتذكير اثناء العد لا تنسى ان عيد النحر مر بنحر فرحة اطفالنا واستعضنا عن المعايدات ( بمسجات) وعن صلة الرحم ، بمد اليد في الفراغ.
فلا الحكومات الشابة الرشيقة عادت بالنفع العام ولا الحكومات ( النص نص) اتمت مدتها ولا حتى حكومة العواجيز رحمت صغار الوطن ، اقترح في المرة القادمة ان تكون الحكومة من الصين ( نخب ثالث ) كما هو ميزان التجارة معها ، فسوف تكون صالحة للتعامل مع الحدث الاردني بكل انفتاح ولن تحدث دوشة كبيرة في حال فشلها ،..... كما سيحدث عندما يروّح الحاج عبدالله النسور ، عزائنا ان حكومة الصين لم تفهم اللغة جيداً وان من كان يترجم لها صياحنا وفقرنا وهمنا ( وحالنا وبالنا) كان المترجم يترجم لها غلط ، وهيك نقدر نحاسبها وتشتغل باللي ( اكلته عندنا) بالمشاريع الصينية بأربد لما تخلص ديونها.. وليس مثل غيرها مش قادرين نفتح حلوقنا ونحكي بوضوح وشفافية بنفس شفافية جيوبنا على ان هنالك اجزاء من اجسادنا اصبحت شفافة اكثر ومنها ممكن تشوف بلد ثاني ....
واخيراً
افٍ للحكومة وافٍ للنواب وافٍ للأعيان وافٍ لكل اولئك المتخمين اصحاب الكروش المقيتة وربطات العنق الوضيعة افٍ للمستورد والمصدر والتاجر واخيراً افٍ لعمرنا الذي سُرق منا بوضح النهار.












طباعة
  • المشاهدات: 24087
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم