23-10-2013 10:03 AM
بقلم : سميح علوان الطويفح
عندما هبت الأعاصير والعواصف التي تحمل في طياتها الرياح الشديدة والزوابع العاتية ، ورائحة الموت والخراب والدمار في كل مكان ، وتنادت الأصوات الحاقدة هنا وهناك ، منها المعروفة لدينا والمألوفة ، وأخرى غريبة حاقدة وغيرها متطفلة ساقطة ، ومنها ما هو خفي ومجهول بالداخل ومنها ما هو علني بالخارج يمد يده ولسانه نافثاً سمه معلناً حقده وحسده ، إذ لا يخفى على أحد ما ترتب من آثار ونتائج سيئة للغاية ومحدثة توتر نفسي وإضطراب مجتمعي وإنفلات أمني ، والتي شاهدنا ونسمع وما زلنا نشاهد عواقبها السلبية على المجتمعات التي آثرت على نفسها بمقاومتها دون اللجوء لمعالجة أسبابها ودراسة مجرياتها دراسة محضة أو حتى التفكير بالعقل والبحث عن الحلول السلمية لإستئصال أسبابها ، ومنها الآن من يحتضر ملتقطاً أنفاسه الأخيرة ومنها من حملته تلك العواصف إلى قعر الجرف العميق وإلى هاوية السقوط المذل والغرق في بحر ليست له نهاية ، وأخرى ما زالت تتنازع متناحرة تقاتل نفسها بأبنائها غير مبالية بما ستؤول إليه حالها وذلك لأن رؤيتها وتطلعها للمستقبل مظلم ، وتفكيرها بالإستقرار معطل ، وشهيتها للشر والظلم مفتوحة ، تملؤها الأنانية وحب الذات وعدم التنازل عن جبروتها وكبريائها سواء كان ذلك من أجل مصالح خاصة أو من أجل مكتسبات ومصالح غير مشروعة أو لأجل من إستأجرها مقابل حفنة من المال أو لأي شيء آخر دناءة منه ونيابة عنهم ليمارسوا الفساد والخراب فوق تراب أوطانهم والتي تعد أراضيها منابع حياتهم ومقاصد عيشهم ورغدهم وسلم وإستقرار أمنهم !
ورغم إشتداد تلك الأعاصير والعواصف والرياح المرعبة ، ورغم قوة عنفوانها وضغط مراكزها ومصادرها والتي كشفت عن أنيابها ومخالبها للعيان من خلال مقاصدها الشريرة ومآربها الدنيئة ، والتي حاولت أن تمد تلك الأنياب والمخالب لتجر بعض من أبنائنا إلى ما آلت إليه تلك البلدان الإخرى والتي عششت فيه وإمتدت كما يمتد الإخطبوط في المياه العكرة إلا أنها فشلت فشلاً ذريعاً ولم تجد لها مكاناً أو وكراً تنطلق منه لتعيث في وطننا شرها وفسادها القبيح ، وبقي طننا الحبيب بمنأى عن متناول يدها وتكشيرة أسنانها ورؤوس مخالبها المدببة وبعيداً عن شرها وطغيانها ، وبقي محتفظاً بكرامته وعزته وكبريائه ، والذي هو دائماً الأقوى والصامد المتيقظ في مواجهة مثل تلك المؤامرات والفتن المدمرة والتصدي لها على شتى إختلاف تحركاتها وإتجاهاتها المصعدة للشر والظلم والإختلاف والنزاع والفساد والطغيان ، بإستخدام الحكمة الرشيدة والعقل السليم من خلال الدراسة العميقة والتخطيط المبرمج لوضع الحلول المناسبة والملائمة لها ومعالجة الأمور المستعصية المستجدة منها مما حال دون الوقوع في المتاهات والإنجراف نحو تيار تلك الأعاصير وأمواجها المظلمة والمبهمة من المؤامرات المختلفة والمتنوعة على الأردن والتي همدت بمكانها وسقطت من ثقلها في هوة عميقة فكانت قبراً لها لن تخرج منه أبداً وذلك من فضل الله تعالى وعونه ثم بحكمة قيادته الرشيدة وعقلانية أبناءه وتداركهم للأمور وإدراكهم لما يحاك لهم من قبل الأعداء وهواة الشر والفساد من الأشرار والطغاة ، لهذا أُسدل الستار على تلك المحاولات الخبيثة واللئيمة والتي كانت تصبو إلى دمار الوطن وقلقلة أمنه وإضطراب سلمه ووقف تقدمه وإزدهاره ، وذهب تاريخها الأسود وكما هو السحر الذي ينقلب على الساحر في نهاية المطاف .
فمهما كانت قوى الشر ضالعة في مختلف ميادين الحياة في الأردن ومهما زادت وإنتشرت فإنها الفاشلة والخاسرة دائماً ، فهي صغيرة وحقيرة أمام قوة عقيدة وإيمان قيادتنا الهاشمية الحكيمة وأبناء شعبنا الأردني النشامى بمختلف قبائله وعشائره وأحزابه وأطيافه لحبهم لهذا لبلد الغالي ولعشقهم لترابه الطهور ، وسيبقى الأردن هو القلعة الحصينة التي تتهاوى على جدرانها قوى الشر والطغيان ، فالأردن وشعبه هو تلك الصخرة الجلمود التي تتكسر عليها أمواج الموت وأعاصير الدمار ، وما دام الأردن هو أولاً وآخراً بالوعد والعهد لدى جميع الأردنيين الأحرار ، فسيبقى هو الخط الأحمر الذي يقف أبناءه النشامى صفاً واحداً في وجه من يحاول أن يتجاوزه أو يحدث نفسه بالتقرب منه مهما كان من كان ، فدائماً وأبداً سيبقى الأردن هو الأسمى وهو الأقوى .. وسيبقى هو الأمل والمستقبل ما دام الأمن والسلام والإستقرار هو هدفنا السامي ومرجعنا الثابت رغم أنف كل من حاول أو حتى فكر في التطاول على القانون والمبادئ السامية التي إتخذناها أساساً راسخاً في حماية وطننا الأغر وترابه الطهور والحفاظ على أرواح أبنائنا النشامى الأبرار ، والمحافظة على وحدتنا الوطنية والعلاقة العميقة والقوية التي تربط أبناء شعبنا الواحد بحب الله تعالى والولاء إليه ثم بحب قائدنا الهاشمي المظفر والوفاء له ، والإنتماء للوطننا الأردن الغالي والإخلاص إليه .