23-10-2013 10:45 AM
سرايا - سرايا - منذ ليل أمس الثلاثاء والسلطات في ولاية كوينزلاند بالشرق الأسترالي تبحث بحراً وبالهليكوبترات من الجو عن مبتعث في بعثة عسكرية للحرس الوطني السعودي اختطفته موجة من بر صخري كان فيه، وجرفته إلى حيث اختفى تماما في المحيط الهادي، والبحث لا زال مستمرا عنه الأربعاء، ولليوم الثاني.
خبر طلال العنزي، البالغ عمره 21 سنة، وارد اليوم في الموقع الإلكتروني لشرطة مدينة بريزبن، عاصمة كوينزلاند، كما بصحف أسترالية طالعتها "العربية.نت" التي اتصلت أيضا بالسفارة السعودية في العاصمة كانبيرا، للمزيد من المعلومات، إلى جانب اتصالها بلبنانيين يعملون في الحقل الإعلامي بمدينة سيدني، فساعدوا بما تيسر لهم من معلومات.
من الإعلاميين اللبنانيين قيصر طراد، مؤسس "جمعية الصداقة الإسلامية- الأسترالية" الذي أجرى اتصالات بعرب في بريزبن، كذلك فعل صاحب موقع "جريدة العنكبوت" الإخبارية، نبيل ضناوي، ومثله مدير موقع "فرح نيوز" الإخباري، رفيق دهيني.
موجة ارتفاعها متر فقط جرفته عن الصخور
وعن المبتعث، طبقا للشرطة، فإنه "طالب يقيم ويدرس الإنكليزية في "نوسا" تمهيدا لدراسة الهندسة بإحدى جامعات بريزبن". أما "نوسا" في العبارة فتشير إلى منطقة سياحية بعيدة عن بريزبن 136 كيلومترا، وشهيرة بمحمية طبيعية اسمها "نوسا ناشونال بارك" وفيها كان يتنزه بعد ظهر أمس الثلاثاء مع 3 أصدقاء سعوديين، حين وصلوا بداخلها إلى منحدر يطل على "خليج ألكسندريا" في المحيط الهادي.
تمضي الشرطة بروايتها فيتضح منها سيناريو يشير إلى أن المبتعث انزلق وهو يلتقط صورا، ووقع على صخرة من دون أن يلحق به أذى كبير، بل نهض وراح يخطو على الصخور، لكن موجة ارتفاعها متر تقريبا اقتحمت المكان، وكانت كافية لتجرفه وتخفيه، وهو ما ذكرته صحيفة "هيرالد صن" الأسترالية أيضا.
الصحيفة نقلت عن مفتش من الشرطة مسؤول عن عمليات البحث، واسمه مايك ميلاي، قوله إن السعودي الذي لم يكترث لانزلاقه نحو البر الصخري، راح يلتقط صورا منه لمنطقة Devil's Kitchen أو "مطبخ الشيطان" الشهيرة هناك بكهوف ومغارات وصخور ملفتة للنظر، حتى في صور عنها اطلعت عليها "العربية.نت" إلا أن الموجة لم تمهله وسحبته خطفا من المكان إلى حيث اختفى في المحيط "أما زملاؤه فتوترت أعصابهم، وتم نقلهم من المكان للتعامل معهم طبيا" على حد تعبيره.
ووصف المفتش عمليات البحث السريعة التي قامت بها السلطات، بحرا ومن الجو، قائلا إنها لم تؤد للعثور على المبتعث المختفي، وذكر عراقيل وقفت حائلا دون بحث ناجح، وأهمها صعوبة المنطقة، حيث الأمواج متلاطمة ولا تسمح برؤية مثالية لما تحت الماء، إلى جانب أن البحث عنه تم ليلا، لأن الحادث وقع في السادسة بعد ظهر الثلاثاء، مع نية بتكثيف البحث عنه نهار اليوم الأربعاء.
غواصون وهليكوبتيرات تبحث عن العنزي
وكان اتصال "العربية.نت" بالسفارة السعودية في أستراليا، هو فقط للحصول على اسم المبتعث المختفي، لأن نشر خبره من دون الاسم كان سيسبب قلقا لعائلات سعودية بالآلاف، لها أبناء يزيد عددهم عن 13 ألف مبتعث بأستراليا، وهو رقم سبق لسفير المملكة بكانبيرا، نبيل بن محمد آل صالح، أن ذكره ونشره موقع "رسالة الجامعة" السعودي المختص بالطلاب.
سريعا رد عبر الهاتف من السفارة فيصل غازي حفظي، وهو نائب السفير، فقال إن طلال بن عبد العنزي هو مبتعث من الحرس الوطني السعودي ضمن بعثته العسكرية إلى كوينزلاند، المسؤول عنها المقدم الطيار عمر بن فهد الحصان، كضابط لبرنامج تدريب للحرس في أستراليا، الذي أخبر "العربية.نت" أن العنزي هو من الرياض ووصل إلى أستراليا قبل 8 أشهر فقط.
وكان المقدم عمر هو الذي أبلغ السفارة بما حدث للمبتعث المفقود، فسارع السفير آل صالح وأجرى اتصالات بالسلطات الأسترالية طالبا تكثيف البحث بطائرات الهليكوبتر والغواصين، وهو سيتابع قضيته بشكل خاص اليوم الأربعاء.
أما الطلبة السعوديون في بريزبن، فلهم ناد خاص يرأسه المبتعث ثامر باعظيم، وأقاموا الأسبوع الماضي حفلا ضخما لمناسبة تخريج دفعة جديدة من 140 مبتعثا ومبتعثة، وأيضا لمناسبة عيد الأضحى المبارك، حضره سفير المملكة لدى أستراليا نبيل بن محمد آل صالح، كما والملحق الثقافي عبد العزيز بن طالب، وتخللته مسيرة احتفالية للمتخرجين من جامعات كوينزلاند، ومعظمهم حملة دكتوراه وماجستير وبكالوريوس بمختلف التخصصات، وكلهم يأملون بعودة الشاب من مياه المحيط ليكون واحدا منهم.
والغريب أن شابا آخر من عائلة العنزي أيضا، لكنه كويتي واسمه عادل، توفي بحادث سيارة في مايو الماضي بأستراليا، وحدثت اشكالات لنقل جثمانه للدفن في الكويت، وتناولتها الصحافة الكويتية بكثافة طوال أشهر.