بقلم : هاشم الخالدي

منذ مدة لا تقل عن ثلاثة أشهر وأنا أفكر بمشروع تخضير او تشجير الطريق الصحراوي الممتد من طريق المطار إلى ثغر الأردن الباسم ... مدينة العقبة الساحلية.

مع نشر هذا المقال أكون قد استقليت سيارتي إلى العقبة مع بعض الزملاء والأصدقاء لقضاء يومين من الراحة والاستجمام بعيداً عن هموم السياسة وقرف رفع الاسعار، لكن المؤذي في القضية انني ساضطر لقطع 400 كيلو متر من الأراضي الصحراوية القاحلة التي لا حياة فيها خلا بعض بيوت الشعر والطرق المقفرة المؤدية الى محافظات الطفيلة ومعان والكرك.

فكرت كثيراً في هذة القضية حتى أنني اقترحت ظهر هذا اليوم على مساعد مدير أحد البنوك العريقة في الأردن تخضير وتشجير مساحة معينة من الكيلو مترات على الطريق الصحراوي بحيث يتكفل البنك بمصاريف شراء الاشجار الصحراوية وزراعتها والاعتناء بها لاول ستة أشهر من الماء لحين وصولها الى مرحلة الاعتماد على الامطار الموسمية، وبحيث تقوم الحكومة من جانبها عبر وزارة الأشغال بالإشراف على هذه المشاريع ومنح البنك عبر المساحة التي يتبنى تخضيرها نشر إعلاناته مجاناً ودون رسوم لمدة سنه او ثلاث سنوات بحيث تستفيد الدولة الأردنية بعد ذلك بعرض تلك المساحات الإعلانيه الضخمة للإيجار.

تخيلوا مثلاً أن يتبنى بنك الأردن أو بنك المؤسسة العربية الصرفية أو البنك العربي تخضير 50 كيلو متر من الطريق الصحراوي سواء الجزر الوسطية أو جوانب الطرق مع بناء سياج حديدي على جانبي الجزيرة الوسطية لمنع اعتداء الماشية، فكم تعتقدون أنه سيدفع لقاء هذا المشروع.

أجزم بأن الكلفة لن تزيد على نصف مليون دينار او اقل بكثير يكون البنك فد وفر مقابلها ثلاثة أضعاف المبلغ عبر نشر اعلانات البنك بشكل مجاني سواء لسنه او لثلاث سنوات على امتداد الكيلومترات التي تتبناها الشركه او البنك .

في المقابل يمكن لهذا المشروع أن يدر على الدولة بعد سنة أو سنتين أو ثلاث سنوات من نشر اعلانات البنوك أو الشركات المساهمة في الشروع دخلاً يقدر بالملايين عبر طرح هذه ( الساينات) للايجار.

فائدة أخرى ... يكفي أن يستمتع الزائر لمحافظات الجنوب أو السائح الزائر لسلطة العقبة بجمال المنظر الأخاذ الذي سيفرضه هذا المشروع على ذلك الطريق الممتد من عمّان الى العقبة، إذ يمكن لأبناء المحافظات البعيدة ايضا أن يستفيدوا من هكذا مشروع بافتتاح مقاهي وأكشاك على جانبي الطريق الذي يخلو حالياً من مقاهي وأكشاك ذات مستوى راقي يمكن ان تجذب السائحين لها.

على التلفزيون الأردني يقع عاتق هام للترويج لفكرة تشجير وتخضير الطريق الصحراوي، إذ لا ضير أن يخصص التلفزيون يوم ( تليثون ) يتم الإعلان فيه عن أسماء الشركات والبنوك الراعية لتخضير الطريق الصحراوي والمساحة التي ترغب كل شركة أو بنك بتبني تشجيرها، وكذلك النقابات تستطيع المساهمة بهذا المشروع الوطني.

هذا مشروع وطني متكامل أطرحه على كل مهتم وكل بنك وكل شركة وعلى إدارة التلفزيون والحكومة لتبنيه من أجل أن نصل إلى "طريق أخضر .. من عمان الى العقبة " ...

والله من وراء القصد .

الكاتب مؤسس موقع "سرايا"

hashem7002@yahoo.com