15-06-2008 04:00 PM
رغم ان كلمة ( اختلاط ) تشمل معان كثيرة ولا حصر لها ..الا ان البعض ممن نصبوا انفسهم اوصياء على الدين يصاب بالذعر وتأتيه الرجفة وربما يصاب بالتشنج عند ذكر هذه الكلمة ...فهم يرفضونها رفضا تاما ويعتبرونها مفسدة عظيمة ووباء لا بد من التخلص منه ومكافحته والقضاء عليه ...ونحن نعلم ان الدين حرم ( الخلوة ) حيث يكون الذكر والأنثى ولا ثالث معهما ...الا الشيطان ...واعتقد انهم لو استطاعوا لرأينا فصلا تاما في كل مرافق الحياة بين الذكور والأناث ...وانا هنا لا اطالب بأن يختلط الحابل بالنابل لتكون الفوضى هي سيدة الموقف ...ولكني ادعو الى تحكيم العقل والرفق بالمجتمع ...وقد سمعت احد المشائخ يخطب الجمعة في احد المساجد القريبة من بيتي مستشهدا بالآية الكريمة ( وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ) لأقناع المصلين بعم ضرورة تعليم الفتيات لأن ذلك يقتضي الأختلاط ..واضاف الخطيب ...لا فض فوه شارحا وموضحا : ما الفائدة من تعليم المرأة ؟ ولماذا تذهب الى المستشفى للعلاج ؟ ألا نستطيع احضار من تعلمها وتعالجها الى بيتها ؟ ولم لا نعود الى ايام السلف الصالح ( كذا ) ...ايام جداتنا عندما كان كل ما تحتاجه المرأة يأتيها الى بيتها معززة مكرمة ؟؟؟ ولكم ان تتصوروا انه في بلد عربي (متشدد ) طالب وزير العمل بقيام النساء ببيع المستلزمات النسائية من ملابس داخلية واكسسوارات ومواد تجميل في المحلات ( وهذا النظام معمول به حتى في ارقى بلاد الدنيا ) فما كان من بعض المتزمتين الا ان عارضوا دعوة الوزير تلك واتهموه بخبث النوايا لأنه يريد اخراج النساء من بيوتهن للعمل في السوق ...وبعضهم طالب بأغلاق هذه المحلات اصلا ..حيث ان مثل هذه المحلات الخاصة بمستلزمات النساء لم يكن لها وجود ايام جداتهم (القدوة الحضارية ) وايام السلف الصالح وامهات المؤمنين ....ويبقى الخطر محدق ببعض المرافق التعليمية التي لا بد فيها من الأختلاط ...مثل كلية الطب مثلا ...ففي نفس البلد العربي المشار اليه سابقا ..تآمر عدد من الطلاب الأصوليين اصحاب الفكر السلفي المنغلق مع بعض الأساتذة من نفس المدرسة الفكرية الظلامية لترويج فكرة مؤداها انه لا يجوز تدريس مادة التشريح لطالبت كلية الطب ..وأن على طالبات الطب ان يتخصصن فقط بالأمراض النسائية وان يمتنع الطلاب الذكور عن ذلك خوفا من انكشاف عورة جنس على الجنس الآخر ...مجردين مهنة الطب السامية من كل المعاني الأنسانية النبيلة ..وموحين في نفس الوقت بأنه لا فرق جوهري عندهم وحسب فهمهم وقناعتهم بين كلية الطب وماخور الدعارة ...واتساءل هنا : هل اصبح شبابنا ذئابا الى هذا الحد؟ حتى ولو كانوا يمارسون اشرف وانبل مهنة عند البشرية ؟ وهنا لا بد من التوقف قليلا لطرح السؤال المركزي التالي : اين دور النخب المثقفة والمتعلمة ؟ اين دور الأختصاصيين في علم الأجتماع وعلم النفس ؟ اين دور مؤسسات المجتمع المدني ؟ اين النقابات والأحزاب السياسية ؟ واين دور الأعلام ؟ ولماذا لا نجد مثل هذا الأستئساد والتغول لرجال الدين الا في بلادنا العربية ؟ والى متى ستبقى حالتنا هذي الحالة يتلاعبون بنا ككرة بين اقدامهم ؟
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
15-06-2008 04:00 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |