27-10-2013 11:19 AM
بقلم : فواز الحسنات
كلما ظهرت إلى السطح أي مشكلة من مشاكل البترا ألمدفنه والتي هي أخطاء مسئولين فتحوا المجال وأبقوه مفتوحا لكل من يريد أن يمارس أي نشاط اقتصادي داخل البترا وبشكل عرفي منذ تأسيس الدولة الاردنيه وفي كل مره يقولون أن مشاورة المجتمع المحلي واجبة وهذا فقط كلام في الهواء غير قابل للتطبيق من قبل المسئولين ويتم اتخاذ القرارات الفردية من قبلهم والتي نحصد مساوئها الآن نحن والبترا والسائح والدولة...!!!
نحتار لمن نكتب ومن نخاطب بخصوص البتراء, فالرئيس والوزير والمدير والمفوض كلهم تمت مناجاتهم لإنقاذ البتراء ولا جواب.. هل المطلوب تدميرها أم المطلوب إبقاء الحال فيها كما هو وزيادته سوء، ولكم من الفوضى العارمة داخلها اكبر مثال, لماذا كل هذا التقصير بحق البتراء فهل بيتت النية لشيء ما سيأتي ولا يجوز الاطلاع عليه.
من يتحمل سوء التخطيط وغياب الرؤيا السليمة في جلب المشاريع وطريقة التنفيذ والاختيار السليم لموقع المشروع، وهذا ما تعاني منه البتراء منذ عشرات السنين ولا زالت نفس الأخطاء ترتكب ... ألهذا القدر يتم الاستهتار فيما سميت إحدى عجائب الدنيا السبع ودرة السياحة الأردنية؟ وكل من يغادر الوطن يتفاخر بها ويذكرها في سفرته عشرات المرات حتى أنها هوية داله على الوطن وتاريخه العميق، ولماذا تخطيط ثمانينات القرن الماضي أصبح من أدوات التدمير للبتراء؟ الم يكن انعدام الرؤيا وقلة الخبرة واللامسؤولية هي من وضعنا ووضع البتراء في هذا الوضع الحرج؟
إن الحقيقة المرة التي يجب أن يعلمها الجميع وخصوصا أصحاب القرار، هي أن البتراء لم يتيسر لها من المسئولين من هم بحجمها من القدرة في التخطيط لمستقبلها ومستقبل سياحتها والمحافظة عليها وتطويرها وتطوير المنطقة المحيطة بها وسكانها من أبناء المجتمع المحلي، فمن المستحيل أن تكون تعيينات الاسترضاء والعشوائية في مليء الشواغر قادرة على استقراء المستقبل في المدينة أو صناعة سياحة بحجم البتراء ومكانتها العالمية، وخير دليل على ذلك الأمور التالية:
1- لقد تم سابقا التخطيط لترحيل من كانوا يسكنون داخل البتراء وعمل إسكان لهم، والمصيبة الكبرى في التخطيط انه تم إسكانهم في منطقة البوابة الخلفية للبتراء؛ وهي ضيقه ومحصورة وغير قابلة للتوسع وتضاعفت أعداد الناس في هذه القرية التي اسمها "أم صيحون" وكلما زارها المسئولين يعترفون بأنه قرار خاطئ، وان هذه القرية عبارة عن قنبلة غير موقوتة -حسب تعبيرهم في كل زيارة- وأنها قد تنفجر سكانيا في أي وقت ولا حلول، وأتساءل هنا هل هم هؤلاء السكان من خططوا لمستقبلهم أم الحكومة من خططت لهم؟. وها هي الحكومة الحالية تعود لتدفع ثمن الخطأ لحكومة سابقه بعد مرور عشرات السنين و دليل ذلك كتاب دولة رئيس الوزراء المؤرخ بتاريخ 15/9/2013تحت رقم 20/13/3/26398 الموجه لرئيس مفوضية البترا.
2-ألم يكن مشروع الطاقة والذي هو منحة من اليابان وموقعه الآن عند البوابة الخلفية للبترا، وتستطيع وأنت في قلب البتراء أن ترى مئات العواكس وأعمدة الحديد والزجاج والمرايا اللامعة التي تؤذي العيون.... الم يكن هذا تلوثا بصريا افقد الزائر متعة الامتداد في التفكير في تاريخ وعراقة البتراء وإبداع أجدادنا العرب الأنباط الذين نحتوها. أم لم تستطع الحكومة مقاومة إغراء اليابانيين في منحتهم لكي يقرر اليابانيين الموقع رغم انف الحكومة فقط ليضعوا لافتتهم الدعائية التي تفيد أنهم أصحاب ألمنحه في أهم نقطه ستكون لاحقا نقطة مرور السياح جميعا للخروج من البترا.
3- هناك الآن تخطيطا سيكمل مارثون التدمير الذي بدأته الحكومة في فترة الثمانينات ولا زال مستمرا، وهو المتحف المنوي بنائه عند مدخل مركز الزوار وهو بالمناسبة منحة يابانية أيضا، فما الهدف من نقل المتحف القديم من قلب البتراء إلى مدخلها، ما هي الإضافة وما هو التطوير وما الحكمة في ذلك،.. الم يكن من الأفضل وبما انه منحه من اليابان (الله يستر عليهم) أن يتم اختيار موقعا بعيدا عن الآثار ومركز زوارها حتى نكسب ونحقق ما يلي:
أ- توسيع دائرة حركة السائح لكي تستفيد قطاعات أخرى؛ كالنقل والمحلات التجارية والسياحية في محيط المتحف الجديد، مما يؤسس مستقبلا إلى موقع سياحي جديد ورديف للموقع الأثري، ولنا في مصر اكبر مثال فلماذا لم يقيموا المتحف الوطني عند الأهرامات؟؟!!!.
ب- عندما يتم فصل المتحف عن الموقع الأثري يتم إطالة إقامة السائح، وهذا من اكبر هموم قطاع السياحة في البتراء التي أصبحت تزار في سويعات وهدية على برامج الدول المجاورة.
ج- إن الملفت للانتباه إن منطقة مركز الزوار أصبحت تعاني من زحاما يشكل إرباكا للسائح والموظف والعامل في السياحة، فلا يعقل أن تكون الباصات والتاكسي السياحية وسيارات الزوار الخاصة ومبنى المحمية ومركز الزوار والاستراحة وفندق الموفنبك وفندق كراون بلازا وانتظار الخيول والباعة والأكشاك جميعهم في ساحة واحدة وهي عمليا لا تتسع لواحدة مما ذكر من المرافق، فلماذا لا يتم التخطيط لذلك المتحف في إحدى الإطلالات على البتراء أو أي مكان يحقق الأهداف المستقبلية المنشودة في حال توسع المنطقة وزيادة عدد السكان والسياح على السواء. أم أن اختيار الموقع للمتحف وفي هذا المكان بالتحديد أيضا لوضع اللافتة الخاصة بهم أمام اللافتة الأخرى الخاصة بوكالة الإنماء الأمريكية أل ( USAID) والمسافة بينهم بالأمتار والتي وضعت عند مدخل مركز زوار البترا الجديد وهم في حقيقة الأمر لم يساهموا سوى في الدراسات والمخططات والتكلفة الحقيقية والتي مقدارها أربعة ملايين هي من سلطة الإقليم ومع ذلك يختارون لافته كبيرة تفيد انه وبدعم من الوكالة الامريكيه و من باب التنافس مع اليابانيين فهل نحن ومواقعنا ومصالحنا واستثماراتنا وقرارنا الحكومي أصبح رهن أمرهم ورغبتهم.
إن حقيقة الدعم الياباني لهذا المتحف هي سبعة ملايين دينار التي أسالت لعاب بعض المسئولين وتجاهل أو (لا يعلم) أن إبعاد ذلك المتحف عن منطقة مركز الزوار سيجلب لنا سبعة ملايين أو أكثر سنويا وبالطرق التي ذكرت في بداية المقال.
4 - مشروع بوابة البتراء هذا المشروع الحزين الذي تغنوا به على الفضائيات، واعترف برصد الأموال لتنفيذه وزراء ورؤساء مفوضية ومفوضين وفي الواقع تم تقزيمه ونسمع انه سيتم نقله من موقعه الذي يجب أن يكون فيه وهو الحد الطبيعي لسلطة إقليم البتراء ومن جهة الشوبك والمتمثل في منطقة العبدليه، وأن غير ذلك سيكون خطأ كبيرا كسابقه من الأخطاء، حيث أن الكثير من الملكيات تصبح خارج البوابة ما يعتبر وكأنه خارج حدود الإقليم ويؤثر في مساحة الإقليم وملكيات المواطنين..
إن هذا المشروع فعلا حزين، وها هم أبناء المنطقة يعانون من سوء قرارات المسؤولين وسوء إداراتهم، فمن منطقة نظمت على حساب منطقه أخرى إلى أراضي لم تعطى صفة استعمال وغيرها تعج بكوادر السلطة تعمل فيها ليل نهار وملايين الدنانير صرفت عليها وتعويضات واستملاكات هنا وإغفال وتغاضي هناك..
أيعقل هذا يا حكومتنا الرشيدة؟ والسؤال هنا هل لو كانت البتراء في احد دول الجوار ستكون بنفس هذا التهميش والإهمال وسوء الرعاية وسوء التخطيط وضعف القرار وتخبطه والرضوخ للدول ألمانحة لفتات الدولارات..؟