27-10-2013 10:27 AM
بقلم : د. سعود فلاح الحربي
لم اتخيل يوما ان اكتب عن هذا الرجل, فلست مغرماً بالكتابة عن الرجال, بقدر ما تشدني الافعال, ولست ماركسياً ولا بعثياً, وما اكتبه عن الرجل بعيد كل البعد عن نظرية المؤامرة, ذاك الرجل الذي يشغل مساحة لا تتجاوز بعلوّها عن 155 سم, الا ان له وزناً كوزن الجبال, وهو كما يقال: "قول وفعل", هو (فلاديمير بوتين), وبرغم اختلافنا الشديد معه في كثير من المواقف ولا سيما المسألة السورية, الا ان مثار اعجابي ــ فضلاً عن النقلة الاقتصادية الهائلة التي احدثها في روسياـــ كمن في ثلاثة مواقف للرجل, وهي:
1. رجل احترم دستور بلاده حين لم يسمح له بالترشح لرئاسة الاتحاد الروسي مرة اخرى, وانضم الى حزب روسيا البيضاء وخاض انتخابات تشريعية واصبح رئيساً للوزراء بعد ان كان رئيساً للاتحاد وشغل صديقه (ميدفيديف) منصب رئيس الاتحاد, وقد قالت الاعراب يومها ان (بوتين) سيلتف على الدستور وسيستقيل صديقه من رئاسة الاتحاد حتى يتيح له الترشح مرة اخرى حسبما يتفق مع الدستور, الا ان هذا لم يحدث ومضى الرجلان كل في منصبه للفترة الرئاسية كما نص الدستور, وبعد انتهائها ترشح (بوتين) وعاد رئيساً للاتحاد وما زال.
2. جمع اغنياء روسيا في قاعة كبيرة مغلّقة الابواب واجبرهم بالقوة للتبرع لخزينة الدولة التي كانت تعاني ضائقة مالية حينها.
3. حذف (اوباما) الرئيس الامريكي من قائمة اصدقائه في الفيس بوك لا بل وصفه بالكاذب, ووقف بوجه اميركا واخرس لسانها حين كانت تنوي توجيه ضربة عسكرية لسوريا وكل ذلك وفاء لصداقته للنظام السوري كحليف استراتيجي.
هؤلاء الرجال من تذوب شخوصهم امام اوطانهم ومصالحهم الوطنية, نقف احتراماً لهم برغم اختلافنا معهم, ولمثل هؤلاء يُنظم الشعر, ولا حول ولا قوة الا بالله.