27-10-2013 10:34 AM
بقلم : اللواء الركن المتقاعد وليد النسور
تعتبر الولايات المتحدة الامريكية الدولة العظمى الاولى في العالم, لما تتميز به من قوة عسكرية ومادية واقتصادية وتقدم علمي وتكنولوجي بلا منازع, انعكس كل ذلك على الصناعات الحربية العسكرية الجوية منها والبرية والبحرية , فهي صاحبة الذراع الطويلة التي تمتد الى كافة دول العالم واساطيلها وقواعدها متواجدة في كافة النقاط الساخنة في العالم .
كل ذلك جعل هذه الدولة العظمى تفرض زعامتها وسيادتها وسياساتها الخارجية على كافة حلفائها في حلف الناتو وكذلك اغلبية دول العالم النامية التي تدور في فلكها .
عندما تزور الولايات المتحدة وتتجول في ولاياتها شمالا وجنوبا وشرقا وغربا, تجد التنظيم الدقيق والتجانس في التطور في كافة الولايات, في الامور الاساسية والبنى التحتية وهي علامات وشواهد تدل على عظمة هذه الدولة وعراقتها واحترامها للانسان ومكانته, فهي بلد التحدي والفرص التي يمكن للانسان ان يترجم بها رؤيته واحلامه لتصبح حقائق .
رحم الله الاستاذ الدكتور محمد فضه استاذ السياسة الخارجية والعلاقات الدولية الذي كان يردد عبارة (اذا عطست امريكا رشحت باقي الدول ) خوفا ورعبا وخضوعا وخشوعا وانسجاما مع اللاعب الكبير الوحيد المطاع دوما الذي لا يخالف اطلاقا .
لكن ما لفت انتباهي خلال فترة الاحداث الاخيرة وعلى ضوء ما جرى في سوريا واستخدام السلاح الكيماوي حسب ادعاء فريق المفتشين الدوليين , رأينا التردد الواضح في الرئاسة الامريكية ممثلة بالرئيس الامريكي اوباما في توجيه الضربة العسكرية رغم الصلاحيات المعطاه في نص الدستور الامريكي ورجوعه للكونغرس لاعطائه الضوء الاخضر الذي يسمح له باستخدام القوة علما بأن هذا الضوء كان دائما احمرا متوهجا في زمن آخر عمالقة الرؤساء الامريكيين عائلة بوش (الابن والأب ).
وكذلك رأينا سياسة الخروج عن المألوف , فمعارضة بريطانيا الحليف الدائم- لأول مره- للولايات المتحدة في استخدام الضربة العسكرية وتردد ألمانيا وبعض دول حلف الناتو وهذا لم يحدث في عهد الرؤساء السابقين .
لقد اعادت روسيا الاعتبار لنفسها وهيبتها وأثبتت في المسأله السورية انها هي الاقدر على ادارة الازمة وتسويق سياستها الخارجية بطريقة اقنعت الجميع ,وحولت أنظار دول العالم اليها, مما حدا بالولايات المتحدة الى العدول عن الضربة العسكرية حتى يتم تسليم الاسلحة الكيماوية .
الحياة لعبة أدوار ولا بقاء ولا قوة دائمه الا لله وحده , فكما أن لكل انسان أجل محدد , كذلك التنظيمات والدول لها موت وظيفي, والتاريخ هو دلالة الحاضر لامبراطوريات حكمت العالم وذابت الى ما لا نهاية لكن السؤال هل ما زالت العبارة صحيحة " اذا عطست امريكا رشحت باقي الدول "؟؟؟.