28-10-2013 09:51 AM
بقلم : يسار محمد خصاونه
ربما نكون في الأردن أكثر دول العالم إنتاجاً للوزراء ، وربما نكون أكثر دول العالم تغييراً للحكومات ، وربما نكون أكثر دول العالم انتقاداً للوزراء السابقين ، والحكومات السابقة ، وربما ، وربما .. ومع ذلك ما زلنا في سباق مع العالم في هذا الأمر ، ونظن بكل سذاجة وحُسن نية أن الأمر يعني العالم ، وأن العالم منشغل مثلنا بهذه المسابقة التي لا تعنيه لا من قريب ولا بعيد .
لدينا في الأردن كليات خاصة تقوم بتدريس مادة العلوم السياسية ، وبالتأكيد لدينا أساتذة هم أعلام في هذا المجال ، ولو حاولنا مرة أن نضع الأمر بين أيديهم لخرجوا لنا بحل أقل ما يقال عنه أنه معقول ومقبول ، فمن غير اللائق أن نبقى متمسكين بفكرة إنتاج الوزراء ، وتغيير الحكومات ، وانتقاد المغادر والسكوت عن المقيم ، حتى لقد أصبح الأمر يُمثل ظاهرة نمتاز بها عن غيرنا .
الذي دفعني إلى الكتابة في هذا الموضوع الخاص - وهو أمر أنا بعيد عنه – ما أُعلن عنه مساء يوم الخميس عن تشكيل مجلس للأعيان ، وبعيداً عن السباقات المحمومة بين أفراد الشعب الأردني من كل المناصب والرتب والمواقع المختلفة ، فإنني أقولها صراحة إن هذا المجلس هو المؤسسة الحكومة وأرجو أن لا تكون الوحيدة تدخل العمل السياسي ببياضها ، وتخرج ببياضها إن لم نقل أنصع بياضاً ، إنها الضمير المستتر لكنه حاضر بكل فاعليته في حياتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية أو كما يقول الفنانون والرياضيون إنها اللهو الخفي الذي يلعب دوره بصمت ودون تطبيل أو تزمير ، إنهم يدرسون القوانين ويعدلون ما يحتاج إلى تعديل أو يوافقون على بعضها ويعارضون على البعض كل ذلك ضمن قناعات تخدم الوطن والمواطن .
ربما نكون أكثر دول العالم احتراماً لمجلس الأعيان ، ولأعضاء مجلس الأعيان ونحن لا نذكر أن هناك كلمة سوء قيلت في حق هذا المجلس ، أليس ذلك بحاجة أيضاً إلى وقفة ؟ خاصة وأن مجلس النواب وهو المنتخب من الشعب تشوبه كل دورة أكثر من شائبة ، ولم يسلم من النقد ، ولم يسلم من الممارسات الخاطئة
مجلس الأعيان هو مجلس عيون على الوطن