بقلم : هاشم الخالدي

لا يمكن المرور عن التشكيلة الجديدة لمجلس الأعيان و إقصاء طاهر المصري مرور الكرام.

المصري الذي فجر صباح أمس قضية إستبعاده عن المشهد السياسي لإعتبارات قال عنها أنها تعود لأصوله الفلسطينية..... من هنا نبدأ التحليل لمزيد من المعلومات والحقائق.

سأروي لكم أسراراً تروى لأول مرة كنت شاهداً على بعض أحداثها ستفسر سبب تعيين أمين عمان الجديد عقل بلتاجي و إزاحة المصري من الأعيان والتدخل في اختيار أسماء الأعيان.

بكل صراحة ووضوح فأنا أجزم أن سبب أزمات البلاد السياسية التي عشناها منذ عام و نصف كان وراءه بلا ادنى شك رئيس الديوان الملكي الدكتور فايز الطراونة.

المعروف ان الطراونة لا يرتبط بعلاقات طيبة مع المصري ، لذلك فقد عمل بكل ما أوتي من قوة لإقصاء الرجل عن كرسي الأعيان بعد أن تردد بأن المصري قد يكون خليفة الدكتور عبدالله النسور في الحكومة المقلبة.

فكر الرجل كثيراً في طريقة إقصاء المصري فعمل على الساحة البرلمانية بكل قوته لدعم ترشيح رئيس كتلة الوسط الإسلامي الذي نافس رئيس المجلس الحالي سعد هايل السرور في الدوره الماضيه  ،  حيث كان شهود من اعضاء مجلس النواب اكدوا لسرايا ان  الطراونة كان يجلس في غرفة داخلية يجتمع فيها مع النواب لدعم الحاج ذو الأصول الفلسطينية من أجل استبعاد إسم طاهر المصري لقيادة الأعيان.

لم تنجح خطة الطراونة فالتف على السرور و أقنعه بأنه قام بدعمه لرئاسة مجلس النواب و تحالف مع النسور فشكل ثلاثتهما إئتلافاً قائماً على ضرورة إقصاء المصري و بحيث يعمل السرور على إطفاء حرائق البرلمان في مواجهة حكومة النسور، فيما يعمل الطراونة على فرملة ما يصل سيد البلاد من غضب الشعب والنواب على الحكومة .

انتقل بعدها فايز الطراونة لملعب آخر فهو يدرك أن الدولة الأردنية تراعي الأصول والمنابت ، فقام بدعم فكرة أن يتولى امانة عمان الكبرى شخصية من أصول فلسطينية تقضي على حلم المصري بالعودة لكرسي رئاسة الأعيان.

كان الخيار ان يكون عقل بلتاجي هذه الشخصية، فتم استبعاد ترشيح الوزير السابق شحادة ابو هديب العبادي وتمت المباركة لبلتاجي بالمنصب.

بعدها بيومين كنت ازور رئيس وزراء سابق في منزله وهو من فتح عقلي وفكري على هذه القضية.

سألته، ماذا يعني تعيين عقل بلتاجي اميناً لعمان ؟؟ 

قال لي بالحرف الواحد: يعني ازاحة طاهر المصري عن الاعيان ، لان منصب امين عمان هو من المناصب الرفيعة في الدولة وبذلك يكون الأردنيون من أصل فلسطيني قد أخذوا حقهم.. هكذا هي الدولة ... يقول لي.

استمر فايز الطراونة في التدخل بالبرلمان والاعيان حتى كانت السقطة التي ستهز منصبه باختيار اسماء الاعيان الجدد وتقديمهم للملك على انهم نخبة النخبة، وشارك في هذه التشكيلة كل من السرور والنسور حلفاء الطراونة، غير ان الطبخة الجديدة اثارت الكثير من الغضب في اوساط الشرق اردنيين وتبين ان صاحب الطبخة هو فايز الطراونة شخصياً اذ تُظهر اسماء الاعيان الجدد وجود عدد كبير من حلفاء واصدقاء الطراونة في تلك التركيبة على رأسهم عبد الاله الخطيب وصالح القلاب وياسين الحسبان وغيرهم ممن هم محسوبون على الطراونة شخصياً.

اما على مستوى رئاسة مجلس النواب، فالمعلومات تقول بأن الطراونة يسعى مع النسور لدعم حليفهم المهندس سعد هايل السرور لدوره ثانيه،  بينما تقول المعلومات ان فرصة المرشح عبد الكريم الدغمي بارتفاع مستمر وربما يستطيع كسر حاجز هذا التحالف الثلاثي فيما تؤكد المعلومات ان رئيس الديوان الملكي لن يدعم ترشيح ابن عمه النائب عاطف الطراونة لان نجاح الاخير يعني سياسياً سقوط فايز الطراونة عن كرسي الديوان.

اما بخصوص رئاسة الحكومة التي ستخلف النسور، فقد أكدت لي مصادر ان القصر يبحث الأن عن شخصية تستطيع التعامل مع الحراك الجنوبي المتنامي وتحديداً التحضيرات المزمعة لهبة تشرين في الكرك حيث من الواضح ان وزير الداخلية حسين هزاع المجالي الذي نجح بالتعامل مع الحراكات ابان كان مديراً للأمن العام هو الأن الشخصية المرشحة لخلافة النسور اذا لم تستطع الدوله السيطره على هذا الحراك، سيما وان الرجل - اي المجالي -  يتمتع بكاريزما التفاوض بعيداً عن كاريزما التصادم.

الكاتب مؤسس موقع 'سرايا'

hashem7002@yahoo.com