30-10-2013 10:33 AM
بقلم : أيمن موسى الشبول
عندما أجلس أحيانا” مع أحد المعلمبن لمناقشة الوضع التعليمي المتدهور في الاردن يقول لي على الفور : ان الوضع التعليمي قد تراجع كثيرا جدا في الاردن وإن كذا وكذا ...
ولكن إن واجهته بالحقيقة الواضحة وبأنه هو نفسه أحد المساهمين بتدهور هذا الوضع التعليمي وسقت له مثالا” قويا” واصحا” على ذلك وهو سماحه لطلاب التوجيهي بالغش في أثناء مراقبته على التوجيهي فانه لن يعترف بذنبه وجرمه وسيقول لك نفس قول وتبريرات الطالب وأهله : إن كل المحافظات الاردنية تمارس الغش فلماذا التشديد هنا يا أخي ؟ فان قلت له : إن مبررك هذا هو غير صحيح ثم ذكرته بالحديث النبوي الشريف : كلكم على ثغرة من ثغر الاسلام قلا يؤتين من قبله ... سارع الى القول : إن الاسلام بعيد عنا في هذا الزمان وبأنه يوجد عندنا كذا وكذا وكذا ...فان حصرته بالزاوية أكثر وأكثر فلن يجد مبررا لتبرير جرمه سوى القول : بأن الدولة الاردنية خربة وبأنه قد تم سرقتها بالكامل ثم يقول لك : بأن وزارة التربية لا تريد تعليما” جيدا” في مدارسنا وبأن المسؤلين الكبار في الدولة هم الذين يشجعون على ممارسة الغش في التوجيهي لكي يصل الظلاب لجامعاتهم الخاصة والمنتشرة في البلد !!!
خلاصة الموضوع ـ بأنك لن تصل معه في نقاشك لأي نتيجة وسيبقى يجادل ويجادل في المنكر وفي الباطل ويحاول اختلاق التبريرات والأعذار لما قام ويقوم به ...
الحال متشابهه بين كل مؤسسات الدولة والخراب قد طال كل مرافق الدولة والحياة بهذه الطريقة التي ساهم بها الكثيرين فانتشرت نار الفساد وطال الانهيار كل مرافق الحياة ثم تجد هؤلاء يلعنون الفساد وأهله في كل لحظة ويحاولون وضع اللوم على غيرهم لما وصل اليه الحال في الاردن من فساد وترهل وخراب ... وهذا هو مجرد مثال سقته من واقعي التعليمي على كيفية مساهمة الكثيرين في تدمير هذا الوطن وإن واجهتهم بحقيقة دورهم التخريبي فانهم لن يعترفوا أبدا” وسيحاولون اختلاق النبريرات بعد التبريرات فان حصىرتهم اكثر فأكثر فلن يجدوا سوى القول : ان البلد كلها خربة وعلى كل المستويات وان هذا الامر لن يتوقف عندهم أبدا” ...
كثيرا” ما استمع للشيخ وهو يدعو في خطبة الجمعة دعآءه العام ويقول : اللهم عليك بالظالمين ومن ساندهم وعليك بالفاسدين وعليك بالمنافقين ... فأقول في نفسي : أن الشيخ قصد بالظالمين هنا : الحكام الذين يقتلون شعوبهم فأؤمن على دعاءه وأقول : آمين ولكن ربما جلس على يميني شخص آخر يرى في الجماعات المسلحة مجرد مجموعات ارهابية ممولة من الخارج فيؤمن على دعاء الشيخ بنية ابادة هذه الجماعات المقاومة لانظمة الحكم وابادة كل من ساندها ثم يؤمن على هذه النية ويقول : آمين ... وعندما يدعي الشيخ على الفاسدين في هذا اليلد فانني أتذكر على الفور كل الذين سرقوا ونهبوا وباعوا مقدرات البلد واقول على هذه النية : آمين ... ولكن ربما جلس على يميني أحد هؤلاء السارقين لهذا البلد ولكنه سيتذكر الموظف البسبط الذي ارتشى في عمله أو قد يتذكر حتى ذلك الشيخ الذي تهرب من مسؤوليته ومن عمله وعلى هذه النية سيؤمن على دعاء الشيخ ثم يقول : آمين ...
لقد وصلنا الى حال في هذا البلد اختلطت فيه كل أمورنا وتشابكت فيه كل أخطاءنا ولم يعد ينفع مع هكذا وضع مأساوي التلميح ثم القول : ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا ؟؟؟ وانما يجب التحديد والتصريح ...
وإنني لأستغرب من كل الذين ما زالوا يصرون على اسلوبهم التلميحي هذا !!! فحتى التصريح والمواجهة لم تعد تنفع مع الكثيرين في زماننا الرديء وسيقى كثير من رواد الباطل وخفافيش الظلام يسوقون لك الأعذار والتبريرات والمسوغات ....