30-10-2013 10:50 AM
بقلم : د.الشريف محمد خليل الشريف
المتابع للأحداث في سوريا منذ مايزيد عن العامين ونصف العام يدرك تماماً ان مايحدث على اراضيها ما هو إلا لعبة دولية لدول صاحتة وصالح ونفوذ في المنطقه امريكا ، روسيا ، فرنسا ، ايران ، قطر ، السعوديه والكيان الصهيوني على رأس هذه القائمه ، نعم كانت انتفاضه أو بداية ثوره ولكن تم إخمادها بتدخل هذه الدول لتتحول ارض سوريا الى مسرح عسكري الهدف الأول منه تدمير القوة العسكرية بكل معداتها وتدمير سوريا ننبيتها وتماسكها ، ودخلت الجماعات والتنظيمات المسلحة وكل تنظيم منها مدعوم بالسلاح والمال من إحدى الدول والتي لاشك بأن بعضها كان يأمل اسقاط النظام كتصفية حسابات بين الحكام ، ووقف الجيش السوري نداً قوياً لهذه التنظيمات لأنقاذ سوريا من مصير كان قد تم الأعداد له منذ البدايه ، وكان لروسيا والصين الدور الفاعل بمنعها تنفيذ الفصل الأهم من السيناريو باستخدام حق البقض الفيتو لتطبيق الماده السابعه من ميثاق الأمم المتحده والذي كان بموجبه مخطط لتدمير سوريا كما حدث في العراق وليبيا ، مما أدى زيادة تدفق الأسلحة والأمدادات للتنظيمات التي تزايدت عناصرها بزيادة أسمائها وكذلك تعددت المؤتمرات لما أسموا انفسهم اصدقاء سوريا ولممولين التنظيمات واصبحت نيانات وتصريحات قادة التنظيمات بغدد نشرات الأخبار .
كانت امريكا منذ بداية الأحداث في سوريا تتخبط في موقفها فهي همها الأول أمن اسرائيل والذي على نقيض من سياسة امريكا بالنسبة للبنامج النووي الأيراني ومن جهة اخرى لا تريد الوقوف ضد حلفائها المؤيدين لأسقاظ النظام في سوريا وتريد الحفاظ على مصالحها في العراق وتبتعد عن التصادم مباشرة مع روسيا وايران وكذلك تريد الحفاظ غلى توازن مزقفها فكانت مواقفها تتناقض احياناً بين ليلة وضحاها ، أما قطر وهي أول من دعم المعارضة السوريه وتبناها فقد ادرك اميرها الجديد بأن والده الأمير كان على خطأ عندما توهم بأنه اصبح زعيم المنطقه وخاصة بعد ان رفعت عنه امريكا الغطاء فتنحى عن المهمه للسعوديه التي اصبحت اكبر داعم وممول لمن يتبع سياستها من المعارضة والتنظيمات ومتزعمة التيار المطالب باسقاط النظام في سوريا ، وتبقى ايران المساند للنظام نداً قوياً لتركيا الخصم التاريخي والمؤيد للمعارضة وحاضن معسكرات تدريبها وهنا تفتق الفكر الأيراني على التقارب السياسي مع امريكا كما حدث في العراق مع الفرق باستمرارية النظام لتبسط نفوذها غلى سوريا ولو مؤقتاً إلا ان روسيا كانت الأذكى كما كانت نداً عنيداً لأمريكا والناتو عندما ارسات اسطولها الى شواطئ البحر الأبيض المتوسط لتطرح مبادرة نزع الأسلحة الكيماوية السوريه بالموافقة مع امريكا ليتلقف النظام السوري المبادره ويعلن الموافقة على تدمير اسلحته الكيماوية مع السماح لفرق التفتيش الدولية بدخول اراضيه ومساعدتهم ، وهنا تغيرت موازين القوى وتم الأعلان عن انعقاد مؤتمر جنيف 2 لتنقسم المعارضة والتنظيمات المقاتله بين وؤيد للمؤتمر ومعارض ويبدأ الأقتتال بينها ، ومما لاشك فيه ان جنيف 2 سينتج معادلة جديده وتوافق بين الدول اللاعبه على الأراضي السوريه امريكا وروسيا وايران وتركيا والسعودية والنظام في سوريا الذي سيكون حاضرا مع بعض احزاب المعارضهً حسب مصالحها وسيترك للتنظيمات الباقية الصراع فيما بينها وتصفية بعضها .
Email;shareefshareef433@yahoo.com