30-10-2013 12:27 PM
بقلم : تمارا الدراوشه
تابعت بعمق وبحب حديث جلالة الملكة رانيا العبد الله لقناة العربية , ذلك اللقاء الذي جاء على مدار حلقتين , وكنت أتمنى أن يكون متواصلاً بحلقة واحدة بسبب التشويق الذي جاء بحديث جلالتها .
لقد أبهرت جلالة الملكة رانيا كل من تابعها , وعلى جميع المستويات برفعة تواضعها , وعمق ثقافتها , وسهولة حديثها , وسلاسة مفرداتها , حتى أن من تابع حديث جلالتها تمنى لو أن الحديث يطول ويطول , لقد وجدنا في حديثها حديث الملكة والأم والمعلمة , والأخت والإبنة , فهي لم تشعرنا للحظة أنها ملكة لكن المتابع يشاهد الملوكية في عينيها , فلا تمل من حديثها لأنك تشعر بأن من يتحدث هو من وسط الناس , يشعر بشعورهم , فيفرح لفرحهم ويتألم لحزنهم .
لن أتحدث هنا عن المضامين الرائعة التي جاءت بحديث جلالة الملكة فهي كثيرة وكبيرة وعميقة , وليست هذه الأسطر مكاناً لشرح مفرداتها , فكلام جلالتها كان قريب إلى العقل والقلب كما هي دائماً قريبةً إلى عقولنا وقلوبنا .
قد لا يعجب البعض حديثي هذا , فأنا اعذرهم لقصر نظرهم , أو لأنهم لم يشاهدوا المقابلة ويستمعوا لحديث جلالتها لأنهم سمعوا عنها من ناكر جميل هنا أو حاقد ذو قلب اسود هناك , لكني أقول لهم مهما ارتفع الضباب وعلا فإنه لا يستطيع أن يخفي ساكني القمم .
لقد تحدثت جلالة الملكة بإيجاز حمل كل البيان .... تحدثت عن السياسة كأي أم أو سيدة تشارك أسرتها ومجتمعها الصغير عند الحديث عن ما يدور حولهم , وتحدثت عن الأسرة مثل أي إمرأة تتحدث عن خصوصيتها وعائلتها وما يحصل بينهم عندما تجتمع العائلة , فلم تشعرنا بأنها ملكة , لكنك تلمس الملوكية بدفئ كلامها .
تحدثت عن انجازاتها بكل تواضع , وكأن كل ما أنجزته ليس لها أو بسببها (قمة الإيثار) مع أن كل مبادرة لها تحتاج إلى مقابلات ومقابلات ومنتديات فقط للحديث عنها ... فكيف بكل ما أنجزته من مبادرات على مستوى الوطن والإقليم وحتى على مستوى العالم التي يشهد لها القاصي والداني .
وأقول هنا لجلالة الملكة رانيا , لقد شرفتي كل الأردنيات والعربيات من النساء بإطلالتك وثقافتك وتواضعك وعفوية حديثك , الذي تميز بأنه حديث سهل ممتنع , قد لا نجد في هذا العالم ملكة تتحدث بصراحة وعمق ووعي ودون تكلف كما فعلتي , فشكراً لقناة العربية وللإعلامية التي أدارت الحديث , فأمتعت كل من شاهد اللقاء بحلقتيه , وأضاءت للعالم ولمن لا يعرف , أو لا يريد أن يعرف من هي الملكة رانيا وكيف هي حياتها وحياة أسرتها .
أخيراً أقول شكراً لجلالة الملكة رانيا لأننا تعلمنا منك فن المبادرة وقيمة العطاء وروعة الإيثار , وشكراً لأنك بحديثك قدمتي دروساً في التواضع وصدقاً في الحديث , مما جعلنا نتمنى لو طال الحديث فنتعلم أكثر وأكثر , لكنك تحدثني فأوجزتي وفوق كل ذلك أبدعتي .