31-10-2013 12:41 PM
بقلم : أ .د غالب محمد الشاويش
يحكى أن رجلا له حاجة ، فلجأ إلى الخليفة العباسي ( المأمون ) ، ولكن رئيس ديوانه حجبه عن مقابلة الخليفة لمدة سنة ، فلم يؤذن له ، ففكر الرجل بحيلة ، لكي يقابل المأمون ، فاختار يوم الجمعة ، ونادي بأهل بغداد قائلا :
يا أهل بغداد ، اشهدوا علي بما أقول :
ـــ أن لي ماليس عند الله .
ــ وعندي ما ليس عند الله .
ــ ومعي ما لم يخلقه الله .
ــ وأحب الفتنة وأكره الحق.
ــ وأشهد بما لم أر.
ــ وأصلي بغير وضوء .
فلما سمعه أهل بغداد ، حملوه إلى المأمون ــ وهنا تحقق له المطلوب وهو المقابلة ــ
قال له المأمون : أصحيح ما بلغني عنك ؟
فقال : صحيح .
فقال له المأمون : فما حملك على هذا ؟
فقال الرجل : حتى أتمكن من مقابلتك ؛ لأن موظفيك في الديوان ، يحجبون الناس عنك ، فكأن الديوان ديوانهم ، لا ديوان الشعب والرعية !
قال له المأمون : فسر لي ما قلت ، وأنا سوف أقضي حاجتك .
قال الرجل : أما قولي : إن لي ما ليس عند الله ، فإن لي زوجة وولد ، وليس ذلك لله .
ـــ وقولي: عندي ما ليس عند الله ، فعندي الغيبة ، والكذب ، والخيانة ، والخديعة ..... ، والله بريء من ذلك .
ـــ وقولي: معي ما لم يخلقه الله ، فأنا أحفظ القرآن ، وهو غير مخلوق .
ــ وقولي: أحب الفتنة ، فإني أحب المال والولد ، لقوله تعالى : ( إنما أموالكم وأولادكم فتنة ) .
ــ وقولي أكره الحق ، فانا أكره الموت ، وهو حق .
ـــ وقولي : أشهد بما لم أر ، فأنا أشهد أن محمدا رسول الله ، ولم أره .
ـــ وقولي أصلي بغير وضوء ، فإني أصلي على النبي بغير وضوء .
فاستحسن المأمون قول الرجل ، وقضى له حاجته .
أقول هذه القصة ؛ لأن دولة رئيس الديوان الملكي ،وصلته برقية من وجهاء محافظة معان بتاريخ : 3/15 / 2013 يطلبون فيها مقابلة جلالة الملك ، بشأن الوضع المتدهور لجامعة الحسين ، ولكن رئيس الديوان ، كأني به يقول : يا وجهاء المحافظة ابحثوا عن حيلة كحيلة الرجل مع المأمون حتى تتم مقابلتكم مع جلالة الملك ! !
* الكاتب دكتور في جامعة الحسين بن طلال