02-11-2013 09:43 AM
بقلم : ديمة الفاعوري
للجندية العراقية مثلها وتقاليدها ، وايضا دورها البطولي المشرف في التاريخ المعاصر العراقي، وبينهم رموز ونجوم ارتقت سلم المجد في معارك الشرف التي خاضوها مع وحداتهم المقاتلة سواء في فلسطين وسوريا ومصر أوعلى البوابة الشرقية للوطن العربي التي منعوا غزو فارس للعراق في حرب عرفت رمزيا بالقادسية الثانية..
ومن بين الرموز العسكرية ونياشين المجد ، التي قادوا معاركها ومعارف الشرف في مواجهة التحالف الدولي في تسعينيات القرن الماضي ، الفريق الركن سلطان هاشم وزير الدفاع الاسبق في الجيش الوطني العراقي. الذي ابى ان يسلم نفسه الا كأسير حرب وبموجب تقاليد عسكرية امام الجنرال الامريكي راي اديرنوا القائد العسكري للواء المجوقل 101 في الموصل نفسها قبل ان يصبح قائدا للجيوش الامريكية في العراق...
قدم اديرنوا تعهدات للفريق هاشم بعدما ادى التحية العسكرية له ، قدم تعهدات ووعد من بلاده بالمحافظة على حياته واعتباره اسير حرب. واستسلم المقاتل الذي لم يلن له جانبا في معركة وحتى في مفاوضات الخيمة 101 في صفوان في تسعينات القرن الماضي ولم ينزع مسدسه الا بعدما نزع الاخرون مسدساتهم..
لكن امريكا غدرت به ونقضت ما اتفقت عليه وسلمته لحكومة المالكي الايرانية التي قامت بمحاكمته امام محكمة مدنية صورية بدفع وضغط كردي وايراني ،انتهت باستصدار احكام الموت عليه وعلى الكثيرين من اعضاء القيادة العام للقوات المسلحة بتهم جاهزة تنتهك كل معايير المحاكم والقضاء العسكري ..
الفريق سلطان هاشم يعرفه الايرانيون والامريكان مقاتلا اذاقهم طعم الهزيمة ويعرفه العراقيون ابنا بارا بالوطن .. يحاول المالكي ان ينفذ بهم حكم الموت وبأخرين من العسكرين .. لكي يقود البلاد الى مزيد من التصفيات الدموية.. فهل علينا ان ننتظر ان ينفذوا فعلتهم الشنيعة كما فعلوها في شهيد الحج الاكبر..صدام حسين ..؟
والحديث هنا عن مآثر وبطولات الجيش العراقي, حديث سفر طويل معمد بالتضحيات ونسغ الدم العراقي الذي عطر ارض العراق والوطن العربي وبخاصة بوابته الشرقية , هو تاريخ وذكريات تستدعي منا في هذا الظرف الصعب لارضهم وتاريخهم وانتمائهم وعروبتهم . ان نستذكر للرجال الرجال وقفاتها ..
وان نقف بالمرصاد لمحاولات وانباء بدات تروج في بغداد مفادها ان المالكي سيقوم بتنفيذ احكام الموت بحقهم جزءا من محاولته تحطيم ارادة الطائفة السنية في العراق وتشييع البلاد ودخوله في حلف نهائي مع ايران..
للعراقيين ذاكرتهم الوطنية و كيف ارادت امريكا وايران ومن بعدها عملاؤها في الحكومة العراقية تصفية قادة الجيش العراقي الباسل بمختلف الاساليب مبتدئة ذلك بحل الجيش على يد السيئ الصيت الحاكم المدني بول بريمر ومن ثم اعقبتها بحروب سرية من الاغتيالات والخطف ومسح الذاكرة العسكرية من خلال تدمير الكليات والمعاهد العسكرية ..وسرقة كل المصانع العسكرية .. والاحتفاظ بنخبة السلاح الجوي العراقي المؤتمن لديها..
حتى وصل الحال الى سرقة كل المتاحف العسكرية ومن ثم تدرج الامر الى محاكمات صورية وتصفيات لكبار القادة والطيارين ، كل ذلك لكي تمحي ايران عارها وخسارتها الحرب على يد الجيش العراقي الوطني السابق وقادته الميامين في 881988.. ولم تكتف بذلك حكومة المالكي العميلة..
وشكلت المحاكم الصورية المدنية لمحاكمة قياداته وحكمت على القادة العراقيين ومنهم الفريق سلطان بالموت رغم ان الجميع وحتى القضاة موقنون ان هولاء القادة ينفذون اوامر عسكرية من القيادة السياسية للرئيس الراحل صدام حسين للدفاع عن حدود العراق في البوابة الشرقية ..
وهكذا جرت محاكمة الجندية العراقية بشخص رموزها وفقدت هذه المؤسسة تباعا و في ظل وضعها الحالي توازنها الطائفي وحلت العقيدة المذهبية بدلا من العقيدة العسكرية..حتى اصبح جيش العراق اليوم اشبه ما يكون مليشيات تاتمر باوامر مرجعية دينية وليست عسكرية لها تاريخها المهني وصولاتها وعقيدتها العسكرية.. ,وامتهنت كرامات ابطاله ,كل ذلك لكي لاتقوم له قائمة و لايمتلك عناصر القوة ويبقى ضعيفا غير قادرا على الدفاع عن حياض الوطن..
نشد على ايدي من تبقى من قادة القوات المسلحة في ايام مظلمة تمر على العراق ، أن يبقوا سورا للوطن وان يحموا الشعب وان يستعيدوا امجادهم بوقفة اخرى من وقفاتهم ..وسيظل جيش العراق يذكر لقادته العظام ومواقفهم وبطولاتهم التي خلدها سفر طويل لن يمسحه هولاء الاقزام مهما استطالت قوائمهم.
نحن ندعو كل العرب والجامعة العربية وكل المنظمات الدولية والامانة العامة للامم المتحدة وبينهم الرئيس الامريكي اوباما الذي تستضيف بلاده هذا القاتل للوقوف بقوة بوجه حملة الاعدامات المرتقبة للقادة العراقيين العسكريين ، آملين ان يتحرك الشارع العراقي في مظاهرات عارمة لمنع تنفيذ الاعدامات بحق هذه الرموز الوطنية ،
لان يد السلطة ان امتدت لهم فهذا يعني ان الدم لن يولد الا دما وان صفحات الماضي لن تطوى ابدا لانها ستعيش معنا أخذا للثأر..