بقلم : محمد الجبور
ان فكر التنمية الشاملة ينبع من ذاتنا لأن تصوراتنا وافكارنا نحو وطننا تصنعه قوتنا الذاتية، و لان مفاهيم التنمية التي نريدها تنبع وتتحقق من ارادتنا وتتعزز من قدراتنا وهذه القدرات الوطنية التي تسعى لمستقبل الوطن وهي الشيء الوحيد الذي لا يمكن استيراده من الخارج، ونحن بصدد الحديث عن التنمية الشاملة بكل جوانبها السياسية والاقتصادية والادارية والعلمية والاجتماعية وهي كل لا يتجزأ و يجب ان نشير الى مدى التفاعل الذي نتمناه حولها على مستوى الوطن.
فليس فقط الدولة معنية بوضع خطط هذه التنمية ولكن يجب ان تشارك كافة قطاعات مجتمعنا بحركة دائبة وفعالية كبيرة يشارك كل مواطن أينما كان موقعه، فهو له رأيه ونظرته ويجب ان يقدمها، لذلك فاننا نطرح ان يكون الحديث عن التنمية وابعادها وخططها واهدافها مثار حديث لكل مواطن ولتناقش خطط التنمية الشاملة مناقشة علمية على كافة المستويات ضمن اطار مؤسسات المجتمع المدني من خلال وسائل الاعلام، ويجب ان تكون محل اهتمام المعاهد والجامعات ومدار حوار ونقاش مع جميع فعاليات وانشطة المجتمع من احزاب سياسية ونقابات مهنية وجمعيات وهيئات. والجميع مطلوب منه اعلان تصوره لهذه التنمية الشاملة والجميع يجب ان يسمع من الجميع لانها مستقبل الوطن والمواطن وليشارك الجميع في طرح افكاره وتصوراته ولتناقش ثم ليصار بعد ذلك الى صياغة هذه التصورات والافكار ضمن برنامج مخطط مدروس، ثم الاهم من ذلك التنفيذ تحقيقا لأهداف هذه التنمية التي تصبوا الى تحقيقها كل مواطن يريدها كل فرد من أفراد مجتمعنا الاردني. وبذلك يتواجد محور هام يلتف حوله كل المجتمع الاردني بكافة اطيافه. فنحن بامس الحاجة الآن لأن تكون اهداف تحقيق المصلحة العليا والمشتركة للوطن مجالا لكي تلتقي حوله كل الرؤى والافكار لدى كل من السياسي والاقتصادي والخبير الفني مهما كانت مرجعيته الفكرية أو نظرته الايدوليجية، فمطلوب من الجميع أن يعطي تصوره لهذه التنمية اذ أن التنمية الشاملة لا تحققها ولا تنفذها الا قدراتنا الذاتية المنبثقة من صميم مفاهيمنا الوطنية المخلصة المبنية على الايمان الصادق والاخلاص والعمل المبدع واستغلال الامكانات المتاحة بين ايدينا و لنبدأ بالتنفيذ والعمل