حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,25 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 23248

العنف الجامعي "الإجابة المفقودة"؟!!

العنف الجامعي "الإجابة المفقودة"؟!!

العنف الجامعي "الإجابة المفقودة"؟!!

07-11-2013 03:07 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د. زيد محمد النوايسة
لا اعلم أذا كان هناك مؤشر عالمي موثوق يعتمد عليه في تصنيف الجامعات الأعلى عنفاً وشغبا؟! يوازي التصنيف الأكاديمي للجامعات ومستواها العلمي، كتصنيف شنغهاي Shanghai Ranking أو التصنيف البريطاني Qs World University Ranking ، وهما الأكثر شهرة في هذا المجال على كوكبنا، ولو كانت الإجابة على تساؤلي "نعم"، فليعذرني القائمين على التعليم العالي في الأردن، أذا قلت أننا بالتأكيد سننافس على مواقع متقدمة في ذلك التصنيف المفترض!!، فنادراً ما يمر أسبوع أو أسبوعين دونما أن تتحفنا المواقع الالكترونية والفضائيات المحلية على "عواجل " أخبارها بمشاجرة في هذه الجامعة أو تكسير وإصابات في تلك الجامعة أو تحشيد هائل استعدادا لاقتحام هذه الكلية أو ذلك المركز الأكاديمي.

وإذا كانت الجامعات، الحكومية منها والخاصة، تتساوى غالباً في وجود حالة العنف جامعي، إلا أن الجامعات في الأطراف والمناطق البعيدة عن عمان تنال الحصة الأكبر في هذا الأمر بشكل قاطع لا يمكن إنكاره أو التغاضي عنه، وقد بدأ الأمر يتجاوز حدود الظاهرة في العقد الأخير، حتى أن البعض أصبح يتعامل معه كواقع لا مفر منه ويجب التعايش معه.


تاريخياً، بدأت مسيرة التعليم العالي، وتحديدا الجامعي في الأردن في بداية ستينيات القرن المنصرم، وعلى مدار أكثر من 45عاما، لا تختزن ذاكرة الناس سوى مشاجرة أو اثنتين، تعتبر هامشية ولا تستحق التوقف عندها أو ذكرها إزاء ما يجري هذه الأيام، بالرغم من الأردنيين في تلك الأيام وتحديدا في أواخر السبعينيات وبداية الثمانينات، ظلوا يتحدثون عن الأمر ويناقشونه أشهرا عديدة باعتباره أمراً مستهجناً، ومستنكراً، ومرفوضاً، ولا يستوي مع سلوك الأردنيين وأخلاقهم، ويومها لم يكن هناك وسائل أعلام الكترونية أو مواقع تواصل اجتماعي منتشرة كما هو حالنا الآن.

ولعله من المضحك المؤسف في هذا المجال، أننا استطعنا وبصيغة أردنية متفردة استخدام التكنولوجيا، وأنماط الاتصالات الحديثة، وتطويعها في المساعدة لتهيئة الأجواء للعنف والتحشيد للمعارك الجامعية، والتي غالبا ما تأخذ صيغة قبلية، أو عشائرية، أو عاطفية، فيتم إنشاء حسابات مستقلة لكل عائلة أو عشيرة أو قبيلة على مواقع التواصل الاجتماعي، كتجمع أبناء القبيلة الفلانية، أو تجمع أحرار عشائر المنطقة الفلانية، أو رابطة المنطقة الفلانية، وذلك استغلالاً للوقت، ولسرعة وصول الإمداد اللوجستي للميدان، فبكبسة زر واحده على الفيسبوك أو تويتر تستدعي المئات فوراً، لاسيما وان العاطلين عن العمل ومن يحتويهم الفراغ، والبطالة في الأطراف، ينتظرون من يشعلهم، فلكل منهم حساباته الخاصة.

واستدرك هنا، فأقول أن هذا لا يعني- لا قدر الله- نقداً لعشائرنا وقبائلنا- الكريمة فهي تحوي وتعبر عن كل ما هو جميل ومشرف من الشهامة والكرامة والمُرُوءَةُ، ولكن هناك استثمار سيء لبعض عديمي المسؤولية وممن ينقصهم الوعي والثقافة الحقيقية.


على أن الكثير قيل في الأسباب والظروف التي تساهم في زيادة حالة الاحتقان الطلابي وانفجارها بصيغة حالات العنف المتكررة، والغير مسبوقة في تاريخ التعليم العالي في الأردن، ألا أنها – في حدود فهمي- ظلت قاصرة ومتواضعة في وضع حلول ناجعة وتركزت معظمها في القراءة الأكاديمية فقط، وأغفلت دور البيئة الخارجية والمجتمع في تغذية هذا العنف ومده بسبل الاستمرار والانتعاش، كذلك فأن بعض الحلول التلطيفية أعطت مجالاً للبعض لاستغلال ما يجري للإفادة منه على المستوى الشخصي سواء من داخل الجامعات أو من خارجها، ولعل في حالة التمرد والخروج عن النظام والقانون والتي سادت منذ ما يعرف "بالربيع العربي" عاملاً إضافيا من عوامل الاستغلال والتحريض.

ختاماً، في بلد مثل الأردن لا "نفط" ولا "ماء" فيه، وإمكانياته المالية متواضعة، وتعتبر ثروته الحقيقة "رأس المال البشري والفكري" والاستثمار فيه، فالجامعات التي ترعى وتأسس وتقدم كل عام كوكبة من الكفاءات العلمية المشهود لها عربيا ومحليا، لا يمكن القبول باستمرار هذا الوضع يزداد ويتفاقم، دون وقفة مسئولة من المجتمع قبل الجامعات نفسها، فلابد من تعزيز منظومة القيم الدينية والأخلاقية واعتبارها مرجعية مقدسة في الحكم على سلوك الطالب، وإعطاءها وزناً مهما في تقييمه الأكاديمي، والاهم تحصين القرار الجامعي من أي تدخلات اجتماعية وسياسية، وإعادة النظر بسياسة القبول الجامعي إذ لا يعقل أن تعطي دول متقدمة "كالثمانية الكبار" وقد وصلت إلى ما وصلت إليه من رفاه وتقدم، اهتماما متزايدا وأهمية استثنائية للتعليم التقني وفرضه إجباريا " لان العلوم الإنسانية هي الحواضن الأكاديمية للعنف في بلدنا"، في الوقت الذي ننظر إليه رسميا وشعبيا على انه من باب تعبئة الشواغر أو الأقل حظاً للأسف؟!!.

بالرغم من وجود وزارت تخطيط وتعليم عالي وتربية وتنمية سياسية لدينا، والآلاف من رسائل الدكتوراه في التعليم العالي ومستقبله ومشاكله، ما زالت الإجابة مفقودة وغائبة حول العنف الجامعي وأسبابه الحقيقية؟!!.








طباعة
  • المشاهدات: 23248
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم