07-11-2013 03:11 PM
بقلم : أيمن موسى الشبول
لم يتعرض الشعب الفلسطيني لهجرة„ واحدة„ من أرضه فقط بل تعرض لهجرات عديدة„ ومتوالية” ، كما تعرض لمؤامرات„ كثيرة„ جعلته يسوح في بلاد الله مرغما” وجعلته يتنقل في هذا العالم مكرها” ...
في بداية الأمر هرب هذا الشعب المسكين من بلاد اللبن والعسل خشية التعرض للقتل والتعذيب على يد العصابات الأسرائيلة ، وعانى بعد ذلك كل أنواع الجوع والخوف حتى وجد نفسه لاجئا” في خيمة„ صغيرة في دول قريبة وبعيدة ، ورحب الكثير من الحكومات ومن الدول بهذا الشعب المشرد ليس نخوة” ولا كرما” ، ولكن اكمالا” للمخططات الصهيونية الرامية لأفراغ الارض الفلسطينية من شعبها الأصلي لصالح تلك القطعان الصهيونية القادمة من الشرق والغرب ، وانسجاما” مع المؤامرات الدولية الرامية لتوطين اليهود على أرض فلسطين العربية ...
ولا زال هذا الشعب المظلوم الى هذا اليوم ضحية” للمؤامرات الدولية والبهودية ، وستظل اليد اليهودية اللعينة تطارد هذا الشعب في غربته أينما حل وأرتحل ، وفي كل الأزمان سيبقى هذا الشعب يقدم الثمن بعد الثمن من أرواح أبناءه ؛ وسيظل هو الملاحق والمتهم الأول في كل دولة استصافته وآوته ... فالهدف اليهودي البعيد يتعدى تهجير هذا الشعب لمحاولة تشتيته وطمس هويته والغاء وجوده وتعريضه لمسلسل طويل من الهجرات المتوالية ومن المصائب المتواصلة ليفقد هذا الشعب ذاكرته فينسى هجرته الأولى ثم ينسى نكبته الكبرى ، ولكي تختلط رؤياه فلا يدري أين عدوه وأين صديقه ...
لقد دفع الفلسطينيون ثمن الاجتياح اليهودي للبنان في عام ١٩٨٢ م ، عندما تعرض للقتل والتنكيل وارتكبت بحقه مجازر صبرا وشاتيلا الفضيعة ، والتي قتل فيها المجرم اليهودي شارون وبالتعاون مع عملاءه اللبنانيين اكثر من ثلاثة آلآف„ من الفلسطينيين ... وبعد عقد من الزمان دفع الفلسطينون ثمن الوقوع السهل للكويت في قبضة القوات العراقية في العام ١٩٩٠م ، حيث اتهمهم الكويتون بالتعاون مع القوات العراقية آنذاك ؛ وبعد خروج القوات العراقية من الكويت وقع الفلسظينيون ضحية” للقتل والتعذيب والتهجير ...
وبعد عقد من الزمان دفع الفلسطينيون المقيمون في العراق ثمن صداقتهم للنظام العراقي السايق ، عندما تعرضوا للقتل والتهجير والتعذيب والتنكيل على يد عصابات„ من الشيعة العراقيين عقب الاحتلال الأمريكي للعراق في العام ٢٠٠٣ م...
ومنذ عدة سنوات كان الفلسطينيون في سوريا وما زالوا الى اليوم يدفعون ثمن تلك الفتنة المشتعلة بعد أن وجدوا أنفسهم وبشكل فجائي في قلب صراع„ تعددت أطرافه الداخلية والخارجلية وكثر مموليه ومثيريه ، فكانوا هم الضحية السهلة لكل الأطراف المتصارعة بحجة عدم وضوح التوجهات والولاءآت ، لذا فهم يقتلون ويهجرون ويعاقبون من قبل كل الأطراف السورية المتصارعة بلا ذنب ...
وما هذه المصائب العديدة والهجرات المتلاحقة سوى جزء من مسلسل طويل من المؤامرات الصهيونية المرسومة لهذا الشعب المسكين ، ولن تتوقف هذه المؤامرات مادامت فلسطين محتلة وما دام اليهود أمامنا وأذنابهم يننا ؛ فهم يترصدون لهذا الشعب المسكين أينما حل وارتحل ، ولن يدعوه وسيلاحقوه ويتتبعوه ويقتلوه في كل مكان وزمان ، بعد أن أيقنوا بأن بقائهم مرهون بزوال هذا الشعب وبسحقه ...
وبإذن الله فلن يفلح أعداء الله في مسعاهم ؛ فرب العالمين وناصر المظلومين وقاهر المتجبرين واله المستضعفين قد توعد اليهود بسوء العذاب وهو لهم بالمرصاد ...
والى أن تعود أرض آباءهم وأجدادهم ، سيبقى الفلسظينيون هائمون على وجوههم في هذا العالم الظالم ، وسيكونون عرضة للقتل والتنكيل في كل زمان ومكان ، بعد أن اغتصبت أرضهم وضاعت هويتهم وصودر قرارهم وضاع أمنهم واستقرارهم ...
وفي النهاية فانني أدعوا الله لاخواني الفلسطينين سرعة عودتهم لديار آباءهم وأجداهم على الأرض الفلسطينة ، وأذكرهم بأن للطيور هجرتان : فبعد ترك الأوطان والمغادرة والذهاب لا بد من العودة والرجوع والاياب ...