07-11-2013 03:14 PM
بقلم : ياسين البطوش
أصبح التنافس على أشده بين ما يسمى الربيع العربي ومعاهدة سايكس بيكو القديمة في عملية تقسيم الوطن العربي وخلق دويلات جديدة من رحم الدول التي قامت بعد تطبيق المعاهدة المشأمة , وبموجب معاهدة سايكس بيكو قسمت بريطانية وفرنسا المشرق العربي /باستثناء شبه الجزيرة العربية/ إلى خمسة مناطق ثلاثة مناطق ساحلية (السواحل اللبنانية والسورية وأعطيت لفرنسا و (السواحل العراقية من بغداد إلى البصرة وأعطيت لبريطانية) و فلسطين ثم منطقتين داخليتين (المنطقة الداخلية السورية والمنطقة الداخلية العراقية).
وأصبح لدينا دول عربية يحكمها حكام عرب معترف بدولهم في الأمم المتحدة وتقوم كل من فرنسا وبريطانية بحمايتهم والوقوف معهم ودعمهم ثم أصبح لدينا ثروة نفطية هائلة زادت من أطماع الدول الكبرى في منطقتنا وأعيد التقسيم حسب مصالح الدول الكبرى الذين يروا أن هذه الثروة النفطية لهم الحق بها وتعتبر من أولوياتهم في السيطرة عليها كونها توفر الورقة السياسية لديهم وتوفر الحياة السعيدة والرفاهية لمواطنيهم , فدخلت الولايات المتحدة على الخريطة العربية وبقوة بعدما أزاحت كل من فرنسا وبريطانيا من طريقها , وبنفس الوقت عملت على رعاية اليهود رعاية مميزة والعمل على تفكيك الدول العربية وإبقائها في الصراعات والقتل والتدمير حتى لا يزعجوا دولة إسرائيل.
وفي أواخر عام 2010 جاء زائر جديد يسمى (الربيع العربي)على العالم العربي ويرفض التقسيم ويعارض معاهدة سايكس بيكو ويطالب في تغير الخارطة للدول العربية ويعترض على عدد الدول العربية الذي هو عدد قليل , وكان من أهدافه زيادة أعداد الدول العربية حتى يكون لهم عدد أصوات أكثر في الأمم المتحدة والهيئات والمؤسسات الدولية, فعمل هذا المسمى بالربيع العربي على تقسيم الدول إلى عددت أقسام والشعوب العربية إلى أقسام متنوعة حسب الطائفية والتوجهات السياسية وحسب مصالح الدول الكبرى في المنطقة التي تدعم هذه التوجهات , وأصبحت بعض الدول والدويلات العربية إحدى هذه الأدوات التي تتحكم بها الدول الكبرى فقد وفرت هذه الدول كل ما يحتاجه الربيع العربي من الأموال والإعلام الذي عمل على قلب الحقائق.
وهذا المسمى الربيع العربي وفر الأمن والأمان لإسرائيل التي تحتل ارض عربية دون الأخذ بالاعتبار حقوق الشعب الفلسطيني الذي يعاني من الاحتلال.
أصبحت إسرائيل تقوم بدور المراقب والداعم لبعض الأطراف التي تخدم مصالحها دون أن تخسر أي قطرة دم من جنودها أو يدمر البنية التحتية لديها فهناك دول عربية تعمل بالإنابة عنها في القتل والتدمير وخلق الفوضى وتدمير البنية التحتية والقوة العسكرية وتدمير الاقتصاد لدولهم العربية , فما كان من إسرائيل وأمريكيا إلا الجلوس والمراقبة والعمل على دعم الطرف الضعيف حتى يبقى الدمار مستمرا والنار مشتعلة دون أن تخسر أي شيء وتحقق جميع أهدافها عن بعد كون هناك بعض الأدوات التي تعمل على القيام بهذه المهام.
وتجربة العراق كانت ناجحة بكل المقاييس رغم خسارة بضعة ألاف من الجنود الأمريكان وكان البعض منهم يبحث عن الجنسية الامريكيه أي ليس الكل من أصل أمريكي , وأصبحت العراق أربعة أقسام الشمال والجنوب والوسط والغرب وكل قسم يتبع دولة معينه.
وتجربة ليبيا كانت ناجحة بالنسبة إلى أوروبا أو إلى حلف الناتو فقد كان دورهم قصف وتدمير كل شي حي وإعادة الشعب الليبي إلى القرون الوسطى , وما كان من رجال الربيع العربي إلا الإجهاز وتدمير ما تبقى حي بعد القصف, وبعد ذلك بداء التقسيم للدولة الشرق والغرب والشمال والجنوب أي أربعة دول اخرى.
أما اليمن فأصبحت لكل قبيلة دولة ولكل طرف مدعوم من الخارج دولة وحكم مستقل, والقتل والتدمير في اليمن أصبح الوجبة اليومية التي تقدم للمواطن اليمني وهذه الوجبة حسب رغبة الدول التي لها مصالح في البلد الذي يعاني من الفقر والدمار !
أما مصر فهي تعاني من أمور كثيرة تطفوا على السطح من اقتتال وتدمير ومحاولة التقسيم وإشغالها حتى لا تستطيع العودة إلى قيادة نفسها وقيادة العالم العربي.
سوريا تعاني من بداية أزمتها وتحاول منع التقسيم على الأقل إلى دويلات أما قتل الإنسان وتدمير البنية التحتية والعسكرية فهذه الأمور يتعاون بها الكثير من الدول العربية والأجنبية فهم يساهموا في التدمير حسب رغبة الدول العظمة وحسب مصالحها.
أي أن الذي يسمى ربيع عربي أصبح طموحه زيادة عدد الدول العربية والعودة بالعالم العربي إلى المربع الأول في جميع مجالات الحياة ؟؟؟!!!
عند المقارنة بين معاهدة سايكس-بيكو والمسمى الربيع العربي أيهما مناسب لعالمنا العربي أو المتبقي منه؟؟؟
الأردن-عمان
Fhom_2003@yahoo.com