حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,24 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 33341

المحسوبية .. والواسطة

المحسوبية .. والواسطة

المحسوبية  ..     والواسطة

09-11-2013 09:23 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : غالب سالم عياصره

المحسوبية كلمة تسمعها يوميا في العمل وفي الشارع ، وربما أصبحت جزءا من أحلامك وأنت نائم .فما هي المحسوبية ؟ إنها الذراع الآخر للفساد وأخت الرشوة ، وأجنحته التي يطير ويتنقل بها من موقع لآخر . وهي تعني مْنح الحَسَبِ والنّسب والصداقة والمعرفة والمصلحة اعتباراً خاصاً ، وتمييز الأشخاص على أساسها ، وذلك على حساب الكفاءة والجدارة ، وعلى حساب الاعتبارات الموضوعية .
والمحسوبية بمعناها الأوسع هي إساءة استخدام السلطة لأهداف غير مشروعة لتحقيق مكاسب شخصية ، كممارسة النفوذ والاحتيال ومحاباة الأقارب. أما الواسطة فهي كلمة أكثر قبولا وجاذبية واستحسانا لدى الناس ، وهي تعبير آخر للمحسوبية ..

إن الواسطة و المحسوبية هي عنوان كبير للفساد, وتحطيم للمعنويات, وقهر للعباد، وهي مناخ خصب وبيئة مناسبة لقتل الإبداع والتنافس, وتحرم الوطن من الكفاءات الحقيقية التي ترفع من شأنه ، كما إنها تضعف الانتماء للوطن . وللواسطة آثار سلبية كثيرة ، فهي تبعث في نفوس الذين حرموا فرص العدالة والمساواة شعوراً بالإحباط والغُبن ، كما أنها أصبحت المشجب الذي نعلق عليه نجاحنا أو فشلنا فإن حقق شخص ما نجاحا باهرا قالوا لولا الواسطة لما تحقق وإذا فشل أحد قالوا لو معه واسطة لما فشل فهي في نظر الأغلبية سببٌ في كل نجاح وغيابها سبب في كل إخفاق .
أما من الناحية الاجتماعية فإن الشخص الذي يتولى منصبا ثم يرفض الاستجابة "بالتوسط لدى الآخرين و الواسطة " فإنه يعاقب اجتماعيا مثل اتهامه بأنه لا يساعد حتى أهله ، وتشويه سمعته ، ومن يقبل الواسطة يصبح رجلا وصاحب نخوة ومخلص لأهله وعشيرته ...الخ . وهكذا أصبحت الواسطة واجبا حتى لو كان الأمر مجرد خدمة عادية . ، كأن يتمكن شخص من دخول مكان دون إبراز الهويـة بينما يبرزها الآخرون .
ومما يدل على قوة الواسطة، مصطلحاتها المختلفة ، فمثلاً فلان (يمون) وفلان (لا يمون) ، وأنا جئتك (من طرف أبي فلان) حيث يستقبل من قبل المسؤول ويقدم له الضيافة ثم تسهل أموره وهو جالس في المكتب وغيره تحفى قدميه وهو يسعى من اجل إتمام معاملة بسيطة وهذا هو الشكل البدائيّ من التعامل مع الحقوق والمصالح والخدمات العامة للناس يولد الحقد والكراهية لأي شخص يتعامل بمثل هذه الطريقة ... وهم كثر والحمد لله !!
وللواسطة آثار إدارية تتلخص في شعور المواطن أن العمل الذي يقدمه الموظف مِنَة ،كما أن الواسطة قد تؤدي إلى ترقية موظف على حساب آخر ،وما ينتج عن ذلك من ترهل إداري وقلة في الإنتاج و الخدمات للمجتمع بالإضافة إلى الفصل لاعتبارات عائلية أو قبلية ، مما يقلل قوة القانون وتحطم هيبته ، وتعاظم الواسطة والاعتبارات الشخصية فيصبح العمل الإداري يخضع للمزاجية التي تمنع وتعطي كيفما تشاء ودون وجه حق فمعيارها الحسب والنسب ...الخ ويقلل من الولاء والانتماء للمؤسسة أو الوطن .
وأخيرا فإن الواسطة قد تسهل لنشاطات إجرامية مثل الاتجار بالمخدرات وغسيل الأموال والدعارة ، ولا تقتصر على هذه النشاطات وربما تدعم أو تحمي الجرائم الأخرى .








طباعة
  • المشاهدات: 33341
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم