بقلم : د. شفيق ربابعة

القدس تصرخ يا عرب
أنظر لهم مابينهم يتناحرون
هل يصدقون؟
أم أنّ هذا بينهم شبه اتفاق؟
كي يوهمون شعوبهم
ومع السنين سيَندمون
بعدائهم يتظاهرون
وليثْبتوا هذا العداءْ
لجيوشهم هم يحشدون
ويزمجرون
هم في الحقيقة أصدقاء
بل للمعادي أوفياء
هذا يطيل بقاءهم
وتراهمُ لشعوبهم لمخادعون
ويزيد فيما بينهم
في كلّ يوم انقسام
قتلوا بنا آمالنا
مابينهم زاد الخصام
نحروا بنا معنى الوئام
وكأنّهم هم مجرمون
---------
أنظر لهم بدل التوحّد في الخصومة
يمعنون
حرّاسهم ملأوا البطاح ويُكثِرون
وتنعّموا فيما جنوا
وشبابنا من يحرسون
وللأوامر طائعون
ومن النعائم يُحرمون
في بعض حين يظفرون
والشعب يخنع صاغرا
في عيشهم هم واهنون
أهل السيادة ينعمون
في سعيهم يتبجّحون
في ليلة أو سكرة أو رقصة
كم يدفعون؟
وخلافهم يبدوا لنا
أن لاتفاهم بل مجون
أمّا بقيّة أمّة
ذا عيشهم عيش المنون
خيراتنا يتقاسمون
مابينهم يتخاصمون
والله أعلم يكذبون
---------
اليأس داهمنا وكم
في اليأس قد مرّت سنون
عرب تعيش بفرقة
وخصومة,ذا يقصدون
الحرب بينهمُ سجالْ
والقتل في ذات المجال
والهمّ زاد كما الجبال
والعرب لا يتوحّدون
هذا خلاف مصطنعْ
والشعب في شَركٍ وقعْ
أنظر لهم يتحيّرون
ولحظّهم كم يندبون
فإلى متى تبقى الشعوبْ
بالذلّ فعلا يقبعون
--------
الكثر تحيا في العذابْ
والبعض هم فوق السحابْ
لنفاقهم لاإكتئآب
بل في الحياة يُمجّدون
الكلّ يدعو للصلاح
وإلى اتحاد في الصباح
وإلى زوال للحدودْ
في الاتحاد سيغلِبون
-------
ذكر الخلافة منكرُ
بل مجرمٌ من يذكرُ
فيها توحّد أمّةٍ
ومعزّة لو يؤمنون
عانوا هنا من يتّقون
وهناك قد ملأوا السجون
لاذنب إلاّ أنّهمْ
قالوا لنا لو تسمعون
فتأهبوا وتوحّدوا
كم بالتوّحد تُرهِبون
لاتُذعنوا لتفرّقٍ
والله هم يتصنّعون
فتوّحدوا في أمّةٍ
دون اقتتال أو مجون
------
القدس تصرخ يا عربْ
ها بينكم كلّ الكُربْ
لاتأبهوا بعداوة وتفرّق
يا قومُ أنتم مسلمون
يا قومُ يكفي مابنا
قد قيل أنتم نائمون؟
قوموا فحيّ على الجهاد
في طول أو عرض البلاد
هذا هو الرأي السداد
ونداء قوم يؤمنون
فتوحّدوا قبل المنون
يا عربُ أو يا مسلمون
قبل المنون
فالقدس تصرخ عاليا
هل تسمعون؟
زاد الصراخ أهل تعون؟
يا مسلمون
أم أنّكم مستسلمون ؟
******