09-05-2010 04:00 PM
سرايا -
سرايا - أبو ظبي - أكد الكثير من علماء النفس أن رسوم الأطفال الحرة يمكن أن تكشف عن جوانب متعددة في نمو الأطفال، وأن هذه الخطوط والألوان التي نلاحظها في رسوم الصغير تخفي وراءها الكثير مما يمكن دراسته وتعلمه عن عالم الأطفال.
وتقول هدى العلي المتخصصة في تعديل سلوك الطفل من خلال تعاملها مع كثير من الأطفال بمختلف الأعمار أن الأفكار والتعبيرات التي يتناولها الطفل في رسمته يمكن أن تستخدم في قياس مستوى النضج العقلي له، كما يمكن للخبراء من علماء النفس أن يستنتجوا من هذه الرسومات بعض النواحي السيكلوجية المهمة عن الطفل.
وعن كيفية تطور رسومات الأطفال، تبين العلي، حسبما أوردت صحيفة "الإتحاد" الإماراتية، أن الطفل يبدأ في سنته الأولى بتحريك الألوان على الورقة ما يترك أثراً معينا يلاحظه الطفل، وقد يبدأ في تكرار هذه الشخبطة ويستمر في رسم الخطوط والأشكال العشوائية إلى أن يبلغ الثالثة من العمر حيث يؤدي تطور نموه العقلي إلى أن يبدأ برسم ما يختزنه في ذاكرته من أحداث وأفكار يمكن أن تنتقل إلى الورق فيبدأ حينها برسم هذه الأفكار كرسم وجه الإنسان أو حيوان ما يراه في بيئته.
أما في سن الرابعة، بحسب العلي "فإن التفاصيل التي تظهر في رسومات الطفل تعكس ثراء بيئته وتنوعها فتتضمن رسوماته أشكال مفهومة وواقعيته. بعد هذا العمر تدخل رسومات الطفل في مرحلة أخرى نرى فيها الأطفال يرسمون ما يريدون وما يعرفون ولا يهتمون كثيرا بالمناظر التي يرونها أمامهم، أما في عمر الثامنة وما بعدها فإن رسوم الأطفال تتطور كثيرا ويظهر الطفل فيها اهتماما ووعيا بالنسب الواقعية ويصبح الطفل أكثر موضوعية في تفكيره وبالتالي في نشاطه بالرسم".
الكثير من رسومات الأطفال تعكس ما يفكر به الطفل، وتوضح العلي أنه بمجرد محاولة تأمل رسومات الأطفال سنكتشف الكثير من أسرار شخصياتهم، فما يفعلونه لغة تعبيرية ضرورية لنموهم فالرسم يجعل الطفل يعيش عالمه الخيالي وينسج صورًا مخزنه في عقله، يرسمها بأنامله ويفرغ شحناته العاطفية في ورقة بيضاء فإن وجدت طفلك يرسم على أطراف دفاتره فلا تظن أنها شخبطة بل حاول أن تتأمل ما يرسم طفلك.
فعندما يرسم نفسه صغيرا فإن ذلك يدل على عدم ثقته بنفسه، وأن لديه شعورا بالنقص والخجل. وإن رسم نفسه صغيرا جدا وأهمل ملامح الوجه وتفاصيله فيدل ذلك الرسم على أنه طفل انطوائي. ورسم الفم كبيرًا وبه أسنان كبيرة يدل على أنه طفل عدواني، ورسم الطفل لعينين صغيرتين على شكل دوائر صغيرة فهذا يدل على الاعتمادية وإن حذف الأعين يدل على عدم رغبته بالآخرين، وبعض الأطفال يرسمون أعناقا طويلة وهذا يدل على أن هناك مصاعب في الوصول إلى تحقيق المطلوب إشباعه.
وتؤكد العلي أن الرسم بالنسبة للطفل لغة للتعبير أكثر من كونه وسيلة لخلق شيء جميل، موضحة أن الطفل في سنواته الأولى من حياته يرسم ما يعرفه لا ما يراه، وكلما تقدمت به السن اعتمد على بصره في التعبير، كذلك الطفل في سنواته الأولى من حياته يبالغ ويحذف في أجزاء رسومه تبعا لانفعالاته المختلفة، حيث دلت التجارب على أن هناك فروقاً ملحوظة بين رسوم الجنسين الولد والبنت، إلى جانب ذلك كثيراً ما يميل الطفل حتى سن العاشرة تقريباً إلى رسم الأشخاص أكثر من الموضوعات الأخرى.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
09-05-2010 04:00 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |