بقلم : يوسف ابو شعيب
وحائطُ خليل - الذي بات لا يحتمل حتى وزن هذا الخيط الرفيع - آيل للسقوط ومُتْعِب هو الإنسان الوحيد الذي لم يحاول أن يقفز عن هذا الحائط أو يستند عليه لكنه بلا شك يجلس في ظله أحياناً.

ففي كل يوم يبدأ مُتْعِب مِشواره القصير مع خليل بقبلتين ، ومزحتين ، ثم يتركه ليتم عمله ويتجه هو الآخر إلى مكان عمله وهو يغني لهذا الخليل ، وبعد فترة وجيزة يحضرُ خليل إلى حيث مُتْعِب الذي يتظاهر بأنه لم يشاهده منذ الصباح ليبدأ معه لقاءً جديد.

ليس هذا فحسب بل أن مُتْعِب كان يتعمد رواية القصص التي لا تنتهي أمامه ليراه يُسرحُ البصر في أرجاء تلك القصص حتى يضيع ، لكن خليل - وإن كان يكتشف أمر تلك القصص متأخراً – يبدأ بالدفاع عن نفسه وبأنه مُدرك للأمر منذ بدايته فيتحداه مُتْعِب ويردد في نفسه أحبُ هذا الخليل...!!

وذات مَرة وبينما كان مُتْعِب مستغرقاً في التفكير ، بدأ خليل يتحدث عن اختراع جديد ومُلخص هذا الاختراع أن يقوم بتولد الطاقة الكهربائية من أجل شراء كون دشين وتشغيله على حساب تلك الطاقة والتي يفترض بها أن تكون مجانية أو بأقل التكاليف ، وما أن سمع مُتْعِب هذه الفكرة حتى رمى التفكير وراء ظهره وبدأ بِمناقشة خليل حول الاختراع الجديد ، كيف سيعمل جهاز توليد الطاقة ..؟؟ سأل مُتعِب خليل وانتظر حتى يسمع إجابة واحدةً ومحددة لكن الإجابات تطايرت أمامه حتى رأى دُخان حسبهُ وللوهلة الأولى طيف عقل خليل الذي لم يكن يَمتلك أي جواب مقنع وبالتالي فشل موضوع توليد الطاقة ، وتحول الكون دشين إلى مروحة صغيرة تنفخ الهواء على رماد عقل خليل.

ومع أن مُتْعِب أفشل بالمنطق مشروع عقل خليل إلا رغيف الخُبز الأسود مع قرصي الجُبن وكوب الشاي بالميرامية كانت - ورغم ندرتها - تعني عند مُتْعِب بعض نبض قلب خليل .