11-11-2013 09:50 AM
بقلم : طالب أحمد حياصات
لا أكتب بمناسبه , و لا بذكرى, لقواتنا المسلحه , فذكراها حيه دائمه أبداً لا تغيب ,أكتب عرفاناً وولاءً لمؤسسةٍ , أرى فيها بعد الله , الفضل علينا جميعاً,في كل زمان , خريفاً أو ربيعاً كان,أكتب لمؤسسة القلب , مصنع المشاعر, فالمشاعر لا تصدق إلا إن كانت قويه , و لا أعرف للقوه معنى , خيرٌ من قواتنا المسلحه , أكتب للوفاء , وفاءً لله,للوطن,لشعبٍ طيب ,رأى في الحق منهجاً فالتبعه , جندُ الحق أنتم , ستبقون , أصحابُ رساله , بالدم تكتب , جبلاً شامخاً , بالعز يقف,تاريخ شرف بالحاضر إتصل ,و للجيش رجال , صدقوا الله ما عاهدوا عليه , فمنهم من قضى , و منهم من ينتظر,لا أعرف ما ينتابني لمجرد رؤية أحد أفراد قواتنا المسلحه بزيه الرسمي , أشعر بالفخر , بالأمن , بالوفاء ,و كل هذا لمن ؟؟؟ للجندي أم للشعار أم ماذا ؟؟؟ عرفت الإجابه بلحظة صدق , فالأردني الغيور يرى بقواته المسلحه , شرف الوطن و شرف العائله , نعم شرف العائله , أكاد أجزم أن كل بيت أردني , لايخلوا منتسبا لقواتنا المسلحه, بالأمس تذكرت إرث الآباء بالذكريات عبر أبطال من بلدي ,برنامج على التلفزيون الأردني , ابطال بلدي كثر, جلهم من حملة الشعار , شعار جيشك يا وطني ,شدتني الصوره فرفعت الصوت و أصغيت , ثمانيني يعتمر الشماغ الأحمر , تضاريس وجهه , تقول أنا أردني , عرفته من تلك التضاريس , من تلك السمره , و دامره الأسود , نبرة الصوت أكدت على صدق الصوره , لسانٍ عربيٍ بدويٍ أمين , أمينٍ في نقل الحدث , أمينٍ في روايته , أقسم , أن لا أحد شك في روايته , فالصدق خرج من عينيه , قبل شفتيه , أقسم أني شممت رائحته , الشاي على النار , رائحة القيصوم والشيح و الجعده , نعم ما زال يسكن هناك , حيث أصل الأردني , ما زال هناك , إسألوا عنه , ستجدونه هناك , نعم هناك , حيث البيوت بلا أرقام , بلا أسوار , بلا حمايات ,بلا أسرار فالرجل ليس لديه ما يُخفيه , كل ما لديه أخرجه في لحظةَ صدقٍ أبديه,هو هناك معروفٌ معلوم ,أصله ثابت و سمعته في السماء , وليس مبنى للمجهول !!! أقسم أنه لم يرى عبدون , لم يعرف دير غبار و لا الرابيه , إلا مروراً في خروجه المظفر مجاهداً , حين لبى نداء فلسطين , خرج حاملا "زواده" , فيها من خير تراب وطنه و بندقيه, ليدافع عن هذا الخير و هذا التراب و شرف السلاح,بطلٌ من بلدي, خرج مجاهدا ثم عاد من حيث أتى , تاركاً الكثير , هناك ,على أرض فلسطين , ترك ما ترك في معركة الشيخ جراح على أسوار القدس , فوق تراب فلسطين , ترك عبقرية البطوله , في فن إدارة المعارك , لم يتعلمها في الأكاديميات الحربيه , تعلمها بالفطره من أجدادٍ صنعوا الحضارات,هناك , في الشيخ جراح ترك بصمة العبقريه , كما ترك هناك , أخوة السلاح , ممن إرتقوا في منازل الشهاده , لم يتركهم وقت الشِدَه , وقت الحصار لمركزهم العسكري ,وقت هدير الرصاص ورائحة الدم و قت نفاذ الذخيره , تركهم مع أول منازل الشهداء ,تركهم بحمى الرحمن, تركهم حين أقبلت , الحور العين,تركهم بلحظة نخوه بدويه , قبل منهم الجبين و مضى ,ترك هناك, الشهداء عوده سالم الحويطات,ظبعان السلايطه,محمد كريم الطراونه,هويمل سلامه,محمد سليمان,محمد إرحيل,عبد الحافظ عبد الله,محمد أحمد علقان,أحمد عبد الرزاق عبد الرحمن,عبد الكريم مبهور كريم,عبد الرؤوف محسن,عارف عبد الرؤوف عارف , بخيت يونس أحمد,وحيد عطيه حسين,تركهم يزهون بالشهاده و روحه معهم و قدميه على تراب فلسطين , تحمل جسداً ذهب ليلبى الواجب العسكري ليلقى قائد كتيبة الحسين الثانيه في الشيخ جراح و على أسوار القدس منصور بيك كريشان و قائد سريته سليمان السلايطه,بطلٌ من بلدي ترك درساً للأعداء هم من قالوه و نشروه , حين بحثوا عن ذلك الصامد في خندقه , المدافع عن دينه ووطنه , من لمثله تحتاج الشعوب , بطلٌ من بلدي عاد من ساحة المعركه قبل خمسةٍ و أربعون عاماً , فِعلَه ما زال هناك , شيءٌ واحد عاد مع بطلُ بلدي , أثارُ رصاصٍ هُنَ بقايا لجروح , بقايا لشظايا المعركه , في الرأس أصيب , في الكتف أصيب , في الفخذ أصيب , في القدم أصيب ,نعم كل هذا !!! لكنه عاد , ليروي لنا بطولة المجد وفن طلب الشهاده , بطلٌ من بلدي ما زال هنا , على أرض البطوله ,أردن الرجال, مصطفى جدعان وراد الخرشه , أحد أبطال بلادي ,و أبطال قواتنا المسلحه الباسله , تحيه لك , تحيه لكم أبطالُ بلادي!!!!
talebheyasat@yahoo.com