11-11-2013 09:53 AM
بقلم : محمد امين المعايطه
آوي الزوج إلي فراشه مبكرا ووضع رجليه في بطنه ودفن رأسه بين كفيه، واستدار للحائط فجاءت زوجته إلي جانبه وتطلعت عليه بأسى فقالت له بكل دلال: زوجي مالي أراك تغيرت وعني تبدلت وأعرضت،هل يازوجي المصون كرهتني مللت مني؟ أو بدأت تخون ؟فقال لها: ما كان ولن يكون، هل أصبت أنا لاسمح الله بالجنون ،حتى اكره زوجتي الحنون،أصارحك لن أتنازل عنك أبدا مهما يكون، معاذ الله يافتون ،ولكن السبب هو الدكتور النسور، الذي بقراراته ورفع أسعاره يتحدي الشعب ويجور، فالدنيا تغيرت بعده، وأصبحت رؤوس الناس تلف وتدور، بالله عليك كيف لي ان أكون معك رومانسيا عاطفيا هادئا ،دون ان اغضب وأحبط وأثور، فصاحب البيت كما تعرفي كل 28 الشهر يشرف مهددا متوعدا لي عندما يزور، وصاحب البقالة أمر من أمامه متلصصا متسللا مختبئا كالصرصور، كما انك تعلمي قد بح صوتي وجف لساني لشدما صرخت بالكبار والصغار: ان أطفئوا الأنوار، خففوا ماء الصنبور, حتى وصل بي الحال ان لو أقول لأسرتي تنفسوا من فتحة منخر واحده، واطبخي يازوجتي طبختك لتكفي ليومين ، لأننا اشتريتها والله بالدين، وهاأنت ياغاليتي تلاحظينني اغلب الأيام امشي علي الأقدام لغلاء البنزين يااحلي واصبر مدام،
وهانا ألان افكرواهكل الهم بعد ان أمطرت لمدفأة الكاز، من أين لنا ان نوفر وقودها وأنا طفران ومعتاز، ناهيك عن اسطوانات الغاز أنها اعقد من أصعب الأحاجي والألغاز.
بعد كل هذا ياام أولادي كيف لي ان أفكر بالحب والعشرة، وأنا أفكر بإطعام واكساء وتامين حاجات الاسره،
وأقول لك والله اعلم (لاحب لجائع )قبلت الزوجة زوجها بعد ان أزالت كفيه عن فوديه وخديه ،وقالت: زوجي الحبيب أعرفك أيام السعة والبحبوحة والوظيفة والغني كنت زوجا مثاليا رومانسيا ورائعا وحبيب.
(أظنكم قرائي الأعزاء تشاطرونني الرأي ان قلة المال وسوء الحال يؤثر علي النفسية ويزيد الهم ويشغل البال)
وليعلم ذلك دولته عندما يتخذ قرارا اقتصاديا علي الشعب ان يفكر آلف مره وما ينجم عنه من آثار وأضرار اسريا وعاطفيا وجنسيا ونفسيا وماديا واجتماعيا ووطنيا وحرا كيا ولااظن ان دولته لايعرف ويدرك ذلك تماما فهو أصلا مواطن أردني من بسطاء الشعب.