16-11-2013 11:14 AM
بقلم : محمد اكرم خصاونه
ولهف نفسي كيف اضحت الطفولة بائسة في هذا الزمن العجيب ، وكيف غدا السلاح الذي تحمله بطول هامتها ، ألا قليلا، كم هو مؤلم هذا المنظر سواء اكان من جيش الدولة النظامي وان كان في نظري فقد نظاميته وشرعيته الذي استبسل في قتل شعبه واهله، او من الجيش الحر الذي انبثق من رحم الثورة ومن بين ضلوع الثائرين ضد نظام دولتهم ، فكم هو مؤلم ان ترى دموعا بريئة تنهمر من عيني طفل برئ على صديق طفولته الذي فارق الحياة في قتال ليس هو السبب في حدوثه.
لقد اضحت الطفولة بائسة بصنع مسؤولي وطن همهم الحياة لهم وليس مهما حياة الآخرين من بعدهم ومن ابناء شعبهم . كنا نتمنى ان تكون سوريا وجميع بلاد المسلمين بخير وبدون حروب وأحداث تدمي القلوب.
كنا نتمنى ان نرى الطفولة بضجيجها العذب في مدارسها وبين احضان والديهم واهليهم يلعبون ، ويمرحون ، ويملؤن البيوت صخبا وفرحا واملا.
وكنا نتمنى ان لا نرى الشر والسؤ يحيق بابناء العروبة على رقعة الوطن العربي الكبير الممتد شرقا وغربا سواء اكان للأطفال أو الكبار أو الرجال والنساء .
فالطفولة في جميع اوطاننا بل العالم اجمع هي رمز للبراءة رمز للخير بأمل واعد لمستقبل زاهر ، لو اعطيت حقها في الحياة بأمان واطمئنان وراحة بال.
كم هو صعب ان يترك الطفل البرئ مدرسته وقلمه ودفتره ، ليحمل سلاحا يوجهه لصدر اخيه. او ابن عمه ، اوابن جاره، او ابن وطنه
يا لهذه القلوب القاسية التي ارادت ان تصنع لها مجدا من جماجم الأطفال والأبرياء دون خوف. دون رحمة ، دون شفقة.
وكم آلمني منظر طفلة بريئة في بداية الحرب و الهروب الى تركيا وهي تخاطبك يابشار ببراءة و بدموع منهمرة ولا تلبث بعدها منهارة لترتمي بحضن والدتها المنهارة من هول الصدمة وليست هي وحدها بل غيرها الكثير الكثير من قصص المآسي من المجازر الجماعية التي لم تستثن احدا.
كم كان منظرا مؤثرا ومؤلما بنفس الوقت، لأبرياء وجدوا انفسهم في ديار غير ديارهم لاطوعا وانما كرها هجروا اليها .
.كيف تهنأ وتنام قرير العين يامن جعلت من جثث الضحايا اكواما، وجعلت من بيوت ابناء شعبك ركاما.؟، كيف ترضى بتناول الطعام وآلاف الأبرياء من شعبك يبحثون في ردهات الوطن عن مأوئ اوملجأ ؟ او خارج الوطن ضاقوا ويلات الحرب والتشرد والرحيل لدول غير بلدهم بسبب الظلم والقهر والخوف على الشرف والعرض ، حتى باتوا لايهمهم لقمة طعام ، وانت موائدك عامرة بما لذ وطاب؟
،كيف تهنأ نفسك وانت في قصورك تحت مكيفات الهواء صيفا ترفل بالراحة ؟ وشتاءا لم تبحث عن جرة غاز لتشعل مدافئ قصورك المكيفة بمكيفات تعطيك بردا في الصيف ودفئا بالشتاء.
اما ابناء وطنك فكانوا في برد الشتاء لا يجدون ما يبعث الدفء في اوصالهم سوى ملابس بالية والآن هم يعانون حر الصيف في صحراء الكون الممتد تلفحهم شموس حارقه، ولا تقيهم منه الآ خيمة بالية، وشعوب الأرض تتعطف عليهم بما تيسر وانت لك سخرت كل امر صعب وغير ميسر .
فبراءة الأطفال الممزوجة بهموم الوطن . وهموم الرحيل منه والبعد عن ملاعب الصبا تجعلنا نحس بمدى تقصيرنا اتجاه هذه الأجسام الصغيرة البريئة ونحس بقصر نظرنا امام بعد نظرهم لمستقبل نتمنى ان يكون مستقبلا مبهجا مفرحا مملؤا بانواع الخير والصفاء والراحة عكس ما هم فيه الآن
اقول لك يا من تركت الرحمة في فوهات بنادقك ومدافعك واسلحتك المدمرة ، ورميت الإنسانية خلفك بل لم يبق للأنسانية في قلبك مقدار حبة خردل. الا تخشى يوما يأتيك ويصيبك ما اصاب من قبلك طغاة متجبرون.؟ الا تخشى سقوطك كا سقطت عروش وتهاوى بنيانها ؟ . وارتحل اصحابها فلم يبك عليهم سوى المتنفعون، ومن لهم مصلحة في هذا الدمار ممن باعوا انفسهم للشيطان. وسيذكرهم التاريخ بكل سؤ.
وللطفولة البريئة واهل الوطن المرتحلون عنه والباقين فيه ، إن شاء الله الغد المشرق الوضاء وإن طال زمن الإنتظار، فلا بد من فجر جديد تشرق شمسه ، وينسى ماضي امسه ، ويعود كل غائب عن وطنه اليه محملا ببشارات النصر والخير وتنصب فيه اقواس النصر للصابرين المخلصين في حب الوطن وعشقه ، والآمل بعون الله تعالى كبير . ولا بد من فجر جديد وان طال زمن الإنتظار""""""؟؟؟