17-11-2013 12:17 AM
سرايا - سرايا - الحاج محمود عماد "النشيط " يعمل في ذلك الدكان البسيط المتواجد في مدينة جباليا ، منذ أكثر من 38 عام ، يبيع كل شيء ، يغوص بين بضاعته المكدسة بشكل جنوني ليخرج بعد دقائق معدودة بما طلبه الزبون .
عندما تنظر لدكانه للوهلة الأولى ، تكاد لا تعرف ما الذي يبيعه ذلك العجوز ، كمية هائلة من بضاعة ، بعضها جديد وبعضها مستعمل ولا علاقة لها ببعض ، من كل قطر أغنية .
وبرغم تلك العشوائية بترتيب بضاعته ، وذلك العدد الهائل من المعروضات ، إلا انه يحفظ كل ما في دكانه ، ما إن تطلب منه غرضا حتى يجيبك على الفور إن كان يملكه أم لا ، وعلى الأرجح هو يملكه .
هناك تجد أدوات منزلية ، زراعية و قطع معدنية وكلها متشابكة بحيث تشكل حاجزا أمام كل من يريد الدخول إلى هناك ، هو فقط من يحفظ ثغرات الدخول إلى الدكان والخروج منه .
وعند سؤال الحاج محمود عن سبب تسميته بالنشيط اجابنا انه لقب أطلقه عليه الناس حيث اكتسبه منذ زمن طويل ، نظرا لنشاطه في جمع بضاعته ، وانه أول محل يفتح أبوابه في كل المنطقة ، حيث اعتاد أن يصلي الفجر ويفتح دكانه .
ومن اللافت للنظر بين تلك البضائع المكدسة " الأكفان " ، نعم انه يبيع أكفان الموتى أيضا ، بدا في بيعها من ثلاث أعوام نظرا لركود السوق ، وحاجة الناس الدائم إليها ، ويرى أنها تجارة رابحة .
يعيل النشيط عائلة تتكون من زوجتين ، وعشرة أولاد ، حيث يربح من عمله هذا 30 شيكل في اليوم ، ويحمد الله على تلك النعمة .
وأضاف النشيط " اشتري البضاعة المستعملة ، وأقوم بصيانتها لتصبح صالحة للاستخدام ، طمعا في الربح القليل ، ولتوفير كل ما يحتاجه المواطن البسيط التي لا يستطيع شراء تلك الأدوات الحديثة غالية الثمن " .
عند تواجدنا هناك ، جاء احد الزبائن ليتبضع فبادرنا بسؤاله عن ذلك الدكان الصغير فأجابنا زاهر بدرا 22 عام " انه احد معالم مدينة جباليا ، فلا يوجد شخص لا يعرف محل النشيط " .
وأضاف أنا أتبضع من هنا منذ سنوات طويلة ، فهنا أجد كل ما احتاجه في عملي في مجال الزراعة ، من مبيدات حشرية ، إلى الأدوات الزراعية بالإضافة إلى أن أسعاره رخيصة جدا وفي متناول اليد.