18-06-2008 04:00 PM
هناك تصريحات متزايدة وربما لكسب ود وصوت الناخب الامريكي في الحملة الانتخابية ،من هذة التصريحات ماتلفظ بة جون ماكين بأن تقام الدولة الفلسطينيه في الاردن ، وهو بذلك يصفي القضية الفلسطينية وبحلولها النهائية على حساب الشعب الاردني، ومن هنا فأن قضايا الحل النهائي مثل القدس ،والحدود ،والمياة ،وحق العودة ،وهذا ماينادي بة اليمين الاسرائيلي المتطرف متمثلا بحزب الليكود وغلاة التطرف الديني في اسرائيل ،وفي هذا السياق ان مثل هذة التصريحات لاتصدر من فراغ ،فمنذ ان تسلم اليمين المحافظ ((المحافظون الجدد)) دفة الحكم في البيت الابيض وبالذات بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 اطلقوا العنان لمشروع الحروب الاستباقية ،والسيطرة على منابع النفط ،واعادة تفكيك منطقة الشرق الاوسط من اجل بقاء وامن اسرائيل ،وبأن تكون هذة الدولة الجسم الغريب جزءا من المنطقه ولها التفوق النوعي عسكريا واقتصاديا ،وعلى اثر ذلك تم احتلال افغانستان والعراق بحجة محاربة الأرهاب ،ولكن الهدف هو آمن وبقاء اسرائيل ،ولا غرو ان يطلق الرئيس الامريكي بوش القول بأن عدد سكان اسرائيل هو307مليون عندما يتعلق الامر بأمن هذة الدولة0 أن اسرائيل لم تحترم اتفاقاتها المبرمة مع الاردن منها معاهدة السلام والبرتوكولات المتعلقه بها ،فالأردن هي دولة عربية مستقلة ذات سيادة تشكلت على اثر فرض اتفاقية سايكس بيكو1917بعد الحرب العالمية الاولى وفرض الانتداب البريطاني فهذة الدولة الحديثة التي زاد عمر انشاءهاعن 87عاماعضو في الامم المتحدة منذ عام 1955ومستقلة فعليا منذ 15أيار 1946ولها دور بارز في القضايا الاقليميه والدولية وهي على الخارطة السياسية قبل انشاء دولة اسرائيل ،ومرت بأزمات متعددة استطاعت ان تنجو منها وتصل الى بر الأمان ،وعاشت ضمن بوتقة الأعاصير التي لم تنل من استقلالها ووجودها شيء ،فمعادلة الاستقرار ،والانجاز والاستمرار لازالت قائمة ،والهوية الوطنية للشعب الأردني غالية وعزيزة اذ دافع ابناء الوطن عنها في تلك الازمات واذا ماتعرضت هذة الهوية بكل مكوناتها سيكون الفعل جليا" واضحا" والتاريخ السياسي في المنطقة شاهد على ذلك ،قدر هذة الدولة انها تحملت نتائج عديدة من مخرجات الصراع العربي الاسرائيلي ،على مستوى الدفاع عن عروبة فلسطين واسلامية القدس ،وقوافل الشهداء في الحروب العربية الاسرائيلية ماثلة للعيان ،وكذلك استقبال مئات الألوف من اللاجئين الفلسطينيين الذين وصل عددهم إلى قرابة مليونا لاجيء ونازح وفسحت لهم فرص العيش في أمان واستقرار، وقدرها أنها في الجوار الجغرافي لأرض فلسطين المغتصبة، وأن اعتدال الدولة في سياساتها وقربها في علاقات متوازنة مع الغرب وبالذات الولايات المتحدة لايعني أن تحل قضية فلسطين على حساب الأردن أرضاً وشعباً فنحن مع عدالة القضية ومع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ومنها إقامة دولته على أرض فلسطين أو ما تبقى منها بعد الاحتلال عام 1967 ومع تعزيز الهوية الوطنية الفلسطينية لا إلغاؤها، فلسطين هي فلسطين والأردن هو الأردن، وعلى الإدارة الأمريكية القابعة في البيت الأبيض والمرشح الجمهوري جون ماكين أن يقرأو تاريخ الأردن السياسي وبالذات الأحداث والأزمات والصعاب التي خرج منها سليماً معافى، وأن لا ينظروا للصراع بالعين الإسرائيلية فقط وأن لا يقدموا مصالح الدولة العبرية على حساب شعوب المنطقة، هناك عدالة في القضية العربية وهناك أبعاد أخلاقية إنسانية لا يجوز تجاوزها فالسياسات الأمريكية بُنيت على أفكار الأجيال المؤسسة أمثال جفرسون وابرهام لنكولن وودروونسون، في العدالة والحرية والمساواة والأبعاد الأخلاقية في السياسة وليس على الهيمنة، والحروب الاستباقية، وإلغاء حقوق الشعوب، وإعادة تقسيم الخارطة السياسية للعالم، نحن لسنا في عداء مع الشعب الأمريكي النبيل ولكن مثل هذه السياسات والتصريحات غير المسؤولة تضعنا أمام علامة سؤول مهم ماالذي فعله الأردن كدولة بكل مكوناتها المادية والبشرية والمعنوية ضد الولايات المتحدة؟ فهل هذا جزاء الاعتدال والتوازن والعقلانية؟ نحن نقول الحق بجراءة ودون خوف أو وجل فالهوية الوطنية الأردنية أقوى وأشد عزيمة من هذه الهراء الذي أطلقه جون ماكين واليمين المتطرف الإسرائيلي، نقول أننا مع إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على تراب فلسطين التاريخية ومع حق العودة الفعلي لأبناء الشعب الفلسطيني وبقية الحقوق المشروعة التي ناضل العرب من أجلها على مدى ستة عقود. إن القيادة والشعب الأردني متوافقان لدرجة التلاحم في الدفاع عن الأردن في حال افتعال أزمة لمصلحة إسرائيل على حساب الأردن، فالوطن، والدولة، بكل مكوناتها عصية على أي مخططات أو مؤامرات جديدة، صحيح أننا دولة صغيرة حجماً وسكاناً، ونعاني من أزمات اقتصادية إلا أننا الأقوى والأقدر على دحر، ودحض كل تلك المخططات التي من تتعدى على وجودنا وهويتنا الوطنية،وان تراب الوطن مجبول بالعرق والدم وليقروا تاريخ هذا الوطن 0 Almashaqbeh-amin@hotmail.com
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
18-06-2008 04:00 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |