17-11-2013 12:55 PM
بقلم : رعد عوجان
في هذه الأيام وقبل ثلاثة عشر عاما فجعت الأسرة الأردنية الواحدة برحيل أحد رجالاتها على وجه العموم ورجالات معان على وجه الخصوص إنه الفقيد الكبير صاحب القلب الكبير الذي لم ينبض سوى بالحب والخير للآخرين....
إنه الفقيد الكبير الغالي الأستاذ محمد خليل خطاب رحمه الله.. ففي حياتنا العادية هنالك من هم أحياء لكنهم في عداد الموتى.. وهنالك من غادروا الدنيا وبقيت أعمالهم تتحدث عنهم كما لو كانوا على قيد الحياة, وهؤلاء هم صانعو التاريخ وأصحاب الفكر, والموهوبون والعباقرة, فكيف إذا تجمعت كل هذه برجل واحد.. وهو أبو خطاب.. ذهب هذا الفارس الشامخ ملبيا للنداء فقد مضى فارسا وهذه حقيقة لا ينكرها.... حتى من اختلف معه وهم قلائل, وعندما أقول بان المرحوم محمد خطاب واحد من صناع التاريخ فهو بالفعل أساس متين لقاعدة قوية بالتربية والتعليم .. فما المدارس الكثيرة المنتشرة في أرجاء المحافظة إلا شاهداً حياً وحقيقياً على وفاء هذا الرجل وصدقه وانتمائه لبلده ووطنه.
كان المرحوم عفيفاً في كل أمر ....لا سيما في اللسان الذي إن صانه صاحبه يصونه ...وكان إن تحدث أوجز ووضع خشية الله أمام عينيه ...
واذكر أن رجلاً جاءه يقول أن فلاناً (وضع سيرتك على مائدة الأمس) فكان جوابه أهلاً وسهلاً كيف تشرب قهوتك ؟! فخجل الرجل من نفسه واحتسى قهوته وانصرف.
محمد خطاب كان يسبقه يومه وزمنه إلى أفاق مترامية وبعيده, كان فطناً, شامخاً دؤوباً لا يعرف الملل والتعب الذي يسقط أمامه, كانت في داخله طاقة هائلة تطاول عنان السماء, كان صبوراً على الشدائد حتى في آخر أيامه متسامحاً يحب الخير للآخرين كما يحبه لنفسه ....
رحمك الله يا أبا خطاب (وأقولها بصراحة إننا لم نوفيك حقك) فلقد أعطيت لمعان الكثير الكثير!! لكن عزاءنا الوحيد أن الخصائل الحميدة التي تركتها وخبرتك الطويلة في مختلف المناصب التي تقلدتها ستكون نبراساً لكل الغيورين اللذين أحبوك وسنبقى على العهد وعلى الدرب لا نحيد, طلاب علم في مدرسة العطاء التي غرستها فينا مدرسة الإيثار والتضحية والصلة الدائمة مع الناس.
رحمك الله يا من افتقدناك وسنفتقدك أيها الغائب عنا والحاضر فينا ..
رحمة الله عليك أيها الكبير الأمين الصادق الوفي ..
رحمة الله عليك يا أبا خطاب.